شكلت استقالة الأعضاء الخمسة المؤسسين لجمعية رابطة الريف بأوروبا خطوة نحو نهاية غير طبيعية للرابطة التي ولدت بعملية قيصرية في بروكسيل قبل 6 أشهر، وها هي اليوم تسير في اتجاه الموت الإكلينيكي البطيء بعد أن استقل من عضويتها 5 أعضاء من المؤسسين والمساهمين الرئيسيين قي ماليتها –حسب بيان الاستقالة- ، كما فتحت هذه الاستقالة الباب على مصراعيه حول الأسباب والمسببات الحقيقية لانسحاب الأعضاء الخمس من الرابطة التي بدأت تنبعث منها رائحة المخزنة، فبالإضافة إلى الأسباب التي ذكرها المستقلون في بيانهم، اتضح لنا بعض تحليل وتمحيص المعطيات المتوفرة لدينا –إلى حد كتابة هذه السطور- أن هناك أسباب ومسببات أخرى من قبيل استغلال أعضاء المكتب المسير المتبقي لاسم الرابطة لتحقيق مرامي يخيل لهم أنها نهاية الدنيا، وهم الأعضاء المتبقون في الرابطة حاليا/مؤقتا المتسمين بسمة الهرولة إلى أحضان الأرصدة المنفوخة والشقق الفاخرة والى الاغتناء المادي والسياسي على حساب معاناة شعب ومناضلين ذاقوا مرارة الصمود والثبات، وهي سمة من سمات الانتهازيين والوصوليين. ويشهد التاريخ أن الريف عرف رجالات مقاومة شرسة وتضحيات جسام في سبيل حماية شرف وكرامة الوطن كما يشهد أنه عرف انتهازيين ووصوليين استغلوا ثبات ووطنية الأشاوس لتحقيق مرامي يخيل إليهم أنها نهاية الدنيا كما يفعل اليوم هؤلاء الذين وجدوا اسم رابطة الريف أحسن وسيلة للوصول إلى مبتغاهم ، وما يجعل المرء يطرح أكثر من سؤال حول ما حدث لهؤلاء الذين استغلوا إسما كبيرا من حجم "رابطة الريف" لبلوغ أهداف ضيقة قزمية لا تتجاوز بعض المصالح الشخصية لأفراد معدودين على رؤوس الأصابع. ففي الوقت الذي استنفذ فيه المخزن كل ما لديه في محاولة منه لإطفاء ما اشتعل من غضب الشعب الريفي بالداخل والخارج في مختلف المجالات والتي تمس حياة المواطن العادية اتجه في مسار احتواء بعض الأصوات التي تدعي أنها تمثل الريف والريفيين وتدجينها. كما طرحت هذه الاستقالة الشجاعة علامات استفهام كثيرة حول الضبابية والغموض الذي يلف عمل رابطة الريف وعلاقتها بجمعية أوسان الثقافية، فهذه الأخيرة وقعت صفقة مع المخزن عبر وسيطه الحقوقي "المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان"، وحصلت بموجبها على مبالغ مالية مهمة بمئات الملايين لمباشرة موضوع جبر الضرر الجماعي/المناطقي، وهي مبادرة غير بريئة ومرفوضة لدى العادي والبادي بالريف. وتأسست رابطة الريف بأوروبا بتنسيق مع أعضاء الجمعية المذكورة للترافع عن عمالة "ميضار"، وبعد أن أصدرت بيانها بخصوص تجميد جميع التحركات في الملف المذكور، (وهو البيان المتضمن لعبارات مقتبسة من لغة تذلل وتملق مخزنية عتيقة) سارعت تنسيقية الريف الأوسط التي تعتبر ذراعا موازيا لأوسان إلى مباركة قرار الرابطة وهو ما يطرح أسئلة متعددة من قبيل : هل استفادت رابطة الريف بأوربا –ونخص بالذكر الأعضاء المتبقين- من كعكة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان؟ خاصة وأن جمعية أوسان التي حصلت على الملايين لم تنجز أي مشروع يهم المنطقة بأموال جبر الضرر، ثم ما هي علاقة رابطة الريف بأوروبا وجمعية أوسان الثقافية بحزب الأصالة والمعاصرة، خاصة وأن أعضاء المجلس البلدي القديم/الجديد لميضار الذين شكلوا تنسيقية الريف الأوسط مع أوسان ورابطة الريف قد التحقوا بصفوف التراكتور؟ ... وغيرها من الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها قريبا. موقع اريفيين.كوم شريك لكل المناضلين الشرفاء بعد أن فتحنا في هيئة تحرير اريفيين.كوم ملف عمالة الدريوش/ميضار وحاولنا الإجابة عن العديد من الأسئلة المرتبطة بالموضوع اتهمنا البعض بالعدميين والبعض الآخر بالعروبيين والبعض بالمخزنيين والبعض بالمزورين للحقائق التاريخية ... الخ، ولم نرد على كل هذه الاتهامات إيمانا منا بأن أصحابها غير مسؤولين، ويحاولون زرع البلبلة هنا وهناك، إلا أننا اليوم نريد أن نوضح لقراءنا الأوفياء-الذين يثقون فيما نقدمه لهم من مواد إعلامية بكل مهنية واحترافية وموضوعية- أننا لا ولن نبيع مقالاتنا للأيادي المتسخة مهما كان ما كان، وأن موقع اريفيين.كوم هو موقع ولد من رحم الغيرة الوطنية الصادقة على هذه المنطقة الجريحة "الريف" التي تعيش تحت رحمة لوبيات الفساد السياسي والانتخابي والمالي... نعم "اريفيين.كوم" موقع أسسه شباب يحلمون بغد أفضل تغرب فيه شمس الأزمة على هذا الريف التي خيمت عقودا من الزمن لتشرق شمس النمو والازدهار... شباب يحملون على ظهورهم مشاكل هذا الوطن وذراعهم تمتد إلى المستقبل... شباب يشتغلون بثلاثية التفكير ، أي أن موقع "اريفيين.كوم" جسم صغير يشتغل بثلاثة عقول كبيرة: عقل ينبش الماضي لمعرفة الحقائق، وعقل يتمعن في قراءة الحاضر لفهم كل تشعباته ، وعقل يرسم الخريطة ويمهد الطريق نحو غد أفضل. إن موقع "اريفيين.كوم" لم ينشأ لمجرد نزوة صحفية عابرة في منتهى سذاجة التفكير كما هو حال جل المواقع الغير المقروءة، بل كان السبب الأساسي الذي وقف وراء نشأته هو معانقة مشاكل وهموم الريف والريفيين في الداخل والخارج لمؤازرة الدفاع عن حقوقهم ومطالبهم المختلفة ، أي أن موقع "اريفيين.كوم" هو ذلك الصوت النقي المرتفع لكل شرفاء هذا الريف الذين ينتقدون بكل شجاعة وموضوعية كل الاختلالات التقي تقع في مختلف مواقع القرار النافذ والجهات المتواطئة معها. ولعل الميزة الأساسية التي نتميز بها نحن في موقع "اريفيين.كوم" هي كوننا شباب نسير بخطوات متزنة إلى الأمام، الشيء الذي سيمكننا بلا شك من تأسيس فكر ديمقراطي حداثي، عبر تبني خط تحريري يسير في اتجاه إصلاح بعض الأعطاب التي نعيشها في هذا الريف الجريح، والتي أنتجتها سلوكات بعض صناع القرار الذين لا زالوا يشتغلون بمنطق وتفكير القرون الوسطى.. ولعل التزامنا بالكتابة في هذا الموقع وتحدينا لكل الصعاب التي تحيط بنا من كل جهة يعكس بصدق معنى الوفاء الخالص والحب العميق للصحافة الالكترونية المناضلة التي لا يغريها التهافت الساقط حول فتات الإعلانات التجارية والإدارية والإشهارية رغم أنها عصب الحياة والاستمرار لكل منبر إعلامي..... وفي الأخير أهمس في آذان القراء الأعزاء والقارئات العزيزات لأقول لهم ولهن بأن موقع "اريفيين.كوم" ليس في ملك هيئة تحريره، بل هو موقعكم أنتم القراء الأوفياء الذين يزداد عددكم يوما بعد يوم، فشجعوه وراسلوه ودعموه...