شكلت عملية تنصيب عامل عمالة إقليم الدريوش "جمال خلوق" يوم 06 مارس الجاري منعطفا حاسما لسير ما يسمى "جمعية رابطة الريف بأوروبا " أو "الشيطان الجمعوي" –على حد تعبير أحد المتتبعين- حيث فقدت الرابطة بعد تنصيب عامل الدريوش كل أتباعها المشحونين بالخطابات العنصرية والمتشبعين بالتعصب القبلي، والذين كانوا قد انخذعو من قبل من طرف الرابطة التي تزعم أنها تلقت وعودا من الوزير الأول لإحداث عمالة بميضار وبناء طريق سيار بين ميضار والناظور، وغيرها من المزاعم التي كانت الرابطة تستعملها لحشد أكبر عدد ممكن من المتعصبين، وبعد تنصيب عامل الدريوش أصدرت الرابطة بيانا عنصريا يحمل بين أسطره مغالطات تبدوا واضحة لأي متلق يفك بالكاد حروف ما يكتب، لتتحول مباشرة الرابطة إلى ما يشبه حلبة الصراع بين أعضاء رابطة الفتنة أسفر عن إقالة أو استقالة "عادل أربعي" ... وبين هذا وذاك تهجم أعضاء الرابطة على كاتب هذه السطور بعد مقالات تحليلية حول الرابطة وتحركها العنصري المشبوه، وأيضا على إذاعة المنار البلجيكية في حلقة مخصصة للحديث عن تطورات ملف عمالة الريف الأوسط... كما عملت الرابطة على محاولة استغلال مواضيع أخرى للحصول على امتيازات نفعية لبعض أعضائها كما هو الشأن بالنسبة لموضوع "حرب الغازات السامة ضد الريف" ..... لنعد تركيب المشهد. يوم 22 يناير 2009 سيتم الإعلان بشكل رسمي عن إحداث قطب حضري جديد بالريف، تحت إسم "عمالة الدريوش" وحددت الجهات المعنية مركز "الدريوش" كمركز مهم لإنشاء العمالة الجديدة، هذا الخبر سبب في إحياء العصبية القبلية لدى بعض سكان ميضار المتشبعين بالعنصرية المفرطة –أمثال جمعية أوسان، رابطة الريف ...الخ- فبدأت تعبئة السكان للخروج في مسيرات بالآلاف للمطالبة بما أسموه "مراجعة قرار وزارة الداخلية وإحداث عمالة بميضار" وللدفاع عما أسموه "الحق التاريخي لقبائل آيث توزين"، وهكذا استمرت الإحتجاجات لبعض الوقت. يوم الأحد 26 أبريل 2009 ستحط سفينة "الأصالة والمعاصرة" رحالها في قاعة الأفراح "ثسغناس" ببوعرك، وستنظم لقاءا تواصليا أطره كوادر حزب القصر الوليد، فؤاد عالي الهمة، حكيم بنشماش، حسن بنعدي، وغيرهم وكان حضور رجل الظل داخل الحزب "إلياس العمري" لافتا للإنتباه، كما لاحظ العديد من المتتبعين "الإنزال المكثف لسكان ميضار للحضور في لقاء حزب صديق الملك" وعن ذلك يقول أحدهم : "جاء سكان ميضار بالعشرات في سيارات متتابعة، تكلف بها محمد شوحو الذي هز رحاله من حزب العهد إلى حزب البام في ذلك اليوم" بعد ذلك اللقاء التواصلي سيتم تطبيق الصمت من طرف سكان ميضار ومؤطريهن –رابطة الريف وتنسيقية الريف الأوسط-، وسيصبح خمسة أعضاء من تنسيقية الريف الأوسط، ومن بينهم محمد الحموشي، رئيس جمعية "أوسان" موظفون رسميون في بلدية ميضار التي أصبح يرأسها حزب "الأصالة والمعاصرة" قبل إجراء الإنتخابات الجماعية بعد التحاق "محمد شوحوا" بحزب صديق الملك، واستمر الصمت مريبا إلى أن خرجت "رابطة الريف بأوروبا" ببيان مسكوك في لغة تذلل وتملق مخزنية عتيقة وهذا بعض ما جاء فيه : "إن رابطة الريف بأوربا وبعد الاجتماع الأخير بالسيد الوزير الأول في حكومة صاحب الجلالة يوم الثلاثاء 12 ماي 2009 بالقصر الوزاري بالرباط بطلب من مكتب الرابطة ببروكسل وإذ تثمن تصريح السيد الوزير الأول حول قرار إحداث العمالة الجديدة بمركز مدينة ميضار تحت إسم الدريوش مع إمكانية تدارس تعديلات ممكنة حول التسمية المشتركة، وبعد عقدها للقاء التواصلي الأول بالعاصمة بروكسل يوم السبت 30 ماي.. 2009 مباشرة بعد اللقاءات الوزارية بالرباط" "تعلن رابطة الريف بأوربا وفي بيان مشترك بين جمعيات هولندا، ألمانياوبلجيكا تجميد جميع أشكال المرافعة في ملف العمالة وتشكيل لجنة متابعة الملف مع الاحتفاظ بحق التحرك في حالة حدوث أي إخلال بتطبيق مضامين التصريح الوزاري بشأن مقر إحداث العمالة الجديدة بمركز مدينة ميضار وتحميل الحكومة مسؤولية ذلك" زيارة أعضاء رابطة الريف وأعضاء جمعية أوسان للرباط، مكنتهم من لقاء مسؤول بسيط في ديوان الوزير الأول وقال لهم بالحرف الواحد : "سيرو أنا غادي نهضر مع السي عباس ويكون خير" ولم يتمكنوا قط من لقاء الوزير الأول حسب زعمهم –كما يؤكد مصدر قريب جدا من الرابطة- كما مكنتهم هذه الزيارة أيضا من لقاء المسمى "خليفة ن مريتش" أحد الأصدقاء المقربين من إلياس العمري رجل الظل في حزب صديق الملك (أنظر الصورة المرفقة التي يظهر فيها أعضاء رابطة الريف وأعضاء أوسان وخليفة ن مريتش –أشرنا إليه بوضع علامة دائرية حمراء-) بعد هذا البيان الغير المفهوم جملة وتفصيلا، الذي جاء مباشرة بعد الزيارة المشبوهة للرباط، كتبنا مقالا تحت عنوان "ما هو ثمن السكوت عن المطالبة بإحداث عمالة ميضار" (يمكن الإطلاع على المقال على صفحات الويب) وخصص البرنامج الأمازيغي IMRAGUAGE الذي يعده ويقدمه الصحفي "محمد الحموتي" بإذاعة المنار البلجيكية حلقة للحديث نفس الموضوع ، وكان أعضاء الرابطة وموقع "اريفيين.كوم" حاضرون في أستوديو الإذاعة، ولوحظ أن مسؤولي الرابطة –الرئيس والكاتب العام- حاولا التهرب من الإجابة عن العديد من الأسئلة المرتبطة بنفس الموضوع من قبيل : هل تمثل رابطة الريف بأوروبا فعلا كل الريفيين أو بعضهم فقط؟ ومن هم؟ وإن كانت الرابطة تهتم بالريف الكبير –حسب تصريحات مسؤوليها- فلماذا احتجت عن حق ميضار في الارتقاء إلى عمالة مع العلم أن الدريوش هي منطقة ريفية أيضا؟ وهل زار فعلا أعضاء الرابطة الوزير الأول ووعدهم بنقل العمالة إلى ميضار؟ وأين هو الوعد الوزاري المكتوب؟.... وغيرها من الأسئلة التي أربكت حسابات مسؤولي الرابطة الذين –بدل أن يقدموا إجابات شافية لهذه الأسئلة التي تقضي مضجع القارئ والمستمع الريفي- اتجهوا إلى التهجم على الآخر، فقد تهجموا على راديوا المنار واتهموه بالبحث عن أكبر عدد من المستمعين على حساب تحريف الحقائق، ووصفوا كاتب هذه السطور ب "البرهوش" الشيء الذي يبين هشاشة مستواهم الثقافي واعتمادهم على الغير في تحركاتهم المشبوهة...-يرجى الاستماع إلى تسجيل البرنامج- مباشرة بعد هذه الحلقة التي تفوه فيها العنصرين المذكورين في الرابطة بعبارات عنصرية ضد الوحدة الريفية، وعبارات تستخف بمطالب الحركية المدنية والسياسية الريفية، وبعد مقال آخر نشرناه في موقع "اريفيين.كوم" حول نفس الموضوع تحت عنوان " رابطة الريف بأوروبا من الترافع عن ملف العمالة إلى الموالاة العمياء للمخزن وجمعية أوسان تأكل الثوم بفم ضحايا سنوات الرصاص" قدم خمسة أعضاء من المؤسسين لجمعية "رابطة الريف بأوروبا" استقالتهم وتبرئوا من كل التصرفات التي تقوم بها الرابطة، معتبرين أنها انحرفت عن أهدافها المرسومة من قبل. (أنظر بيان الإستقالة) وهنا اتضح للكل أن تحركات رابطة الريف وأنصارها مبنية على منطق السمسرة والمتاجرة بقضايا الريف المشروعة، وخاصة قضايا بلدة ميضار التي عانت ولا تزال تعاني من ويلات الإقصاء والتهميش، وتحولت إلى ورقة رائجة، رابحة في أيدي عدماء الضمير. تضاربت وتباينت المصالح الشخصية بين أعضاء الرابطة والمصلحة العامة لميضار التي أنشئت من أجلها "رابطة الريف" ظاهريا، فتحولت إلى تيارين متباينين، الأول متشبث بمصلحته الشخصية مهما كان الثمن والثاني لا يريد أن تدنس كرامته من طرف سماسرة أكل عليهم الدهر وشرب فكانت القطيعة في الأفكار والتصورات وعمل وسير الجمعية ثم استقالة خمسة أعضاء من المؤسسين للرابطة –التيار الثاني- وعلمنا من مصادر جد مقربة من رابطة الريف أن الصراعات كانت تدور بشكل دائم بين الأعضاء المتبقين في الرابطة بعد استقالة التيار الثاني. ومن ملف العمالة انتقلت الرابطة إلى ملف ثقيل هو ملف الغازات السامة ضد الريف، وبدأت ترتيباتها لتنظيم ندوة دولية في بروكسيل حول الموضوع، وهي عبارة عن صفقة تجارية بين الرابطة والأجهزة المغربية ببروكسيل، بهدف الحصول على مبالغ مالية لتسديد ديون الرابطة، وسد جزء من عجزها المالي، خاصة وأن الرابطة لم تدفع واجبات كراء مقرها لما يزيد عن خمسة أشهر، وهي اليوم مهددة بالإفراغ (أنظر :خطة المخزن لإحتواء الملف أو مجرد صفقة تجارية/سياسية بين الرابطة والأجهزة المغربية ببروكسيل؟ - الموضوع يوجد على صفحات الويب- ) ولنا عودة لهذا الموضوع لتفسير العديد من الأبعاد المرتبطة به. هذه الندوة/ الصفقة التجارية تأتي كما قلنا في ظروف مادية مزرية تعيشها الرابطة حاليا، لتسديد جزء من عجزها المالي بالموازاة مع مداخيل "مهرجان أبريل" الذي تعتزم الرابطة تنظيمه، والذي ترعاه الأجهزة المغربية ببروكسيل، والذي هو عبارة عن نشاط تجاري مربح للرابطة بالنظر إلى ثمن تذكرة دخول الجمهور المحدد في 15 أورو للفرد الواحد (أنظر ملصق المهرجان). يوم 06 مارس الجاري سيتم تنصيب عامل إقليم الدريوش "جمال خلوق" لمباشرة مهامه الرسمية كعامل لعمالة إقليم الدريوش، ومرة أخرى ستبين الرابطة عنصريتها المفرطة تجاه بلدة الدريوش الريفية عبر بيان يحث على إثارة الشعور القبلي وتذكية التوترات بين القبيلتين الجارتين المتعايشتين منذ القدم "إمضارسن" و "آيث توزين" وستحاول الرابطة مرة أخرى تغليط الرأي العام بلقاء لم يتم مع الوزير عباس الفاسي،-أنظر البيان الأخير للرابطة الذي وصفه العديد من المتتبعين بالعنصري المقيت والمسموم. يوم 16 مارس الجاري سيعمم "عادل أربعي" بيانا للرأي العام حول استقالته من "رابطة الريف بأوروبا" متضمنا سردا بالمعطيات والأحداث التي مرت منها الرابطة، موجها لأعضائها الكثير من الإنتقادات اللاذعة، ومنها استنكاره لعنصريتهم المفرطة، وتلاعبهم بالجمعية، ودنسهم للعلم الأمازيغي، فاضحا تصرفاتهم اللا أخلاقية واستغلالهم للغير...الخ –أنظر بيان عادل أربعي- الملاحظ في بيان عادل أربعي أنه استعمل نفس الإنتقادات التي وجهها كاتب هذه السطور للرابطة من قبل، وهذا ما يطرح العديد من الأسئلة، فهل فهم "مسيو أربعي" في نهاية المطاف أنه دمية في أيدي عناصر مشبوهة وبالتالي يحاول حفظ ماء وجهه؟ ولماذا كان بالأمس القريب يدافع عن لقاء بالوزير الأول لم يتم واليوم ينقلب رأسا على عقب؟ هل فعلا استقل من الرابطة أو طرد منها؟ ولماذا لم يقدم استقالته من قبل خاصة مع استقالة الأعضاء الخمس؟ أو أن الكعكة انفرد بها الرباعي المتبقي في جمعية رابطة الريف ومسيو أربعي لم يحصل على أي شيء؟ ولماذا تهجم على كاتب هذه السطور بعد انتقاده لجمعية رابطة الريف؟ وكيف يمكن تفسير أقواله على ضوء المعطيات المتوفرة حول الجمعية؟ ومن جهة أخرى، قدم "عادل أربعي" نفسه على أنه عضو مؤسس بجمعية رابطة الريف، واليوم يقول : " بسبب تسلط العضوين الدائمين، الأمر جعل عامة الناس يعتقدون أن أعضاء الجمعية سواسية في المبدأ والقرار، وبدؤا يكيلون لنا التهم، فكل الأعضاء المستقيلون والآن عبد ربه، (أعضاء غير دائمون) وضحايا الإستئساد بالقرار والدكتاتورية في التسيير، ولم نكن سوى أعضاء يُتمم بهم التِعداد، وإلا فلماذا لم يُقدم ولو عضو واحد استقالته من بين الأعضاء المالكين للجمعية والمتشبثين بمقاعدهم كما في الأنظمة القمعية العربية" وهنا يطفو على السطح سؤال حول السبب الذي جعل هذا الأخير لم يسجل نفسه كعضو مؤسس بجمعية رابطة الريف ليكون مالكها القانوني رفقة الأربعة الآخرين؟ هل السبب الوحيد هو كون "عادل أربعي" يوجد في وضعية غير قانونية ببروكسيل (حراك) أو لسبب آخر مرتبط بالمصالح النفعية الشخصية لأعضاء الرابطة الذين حولوا الجمعية إلى متجر ومقهى تجاري؟ يمكن أن نخلص إلى القول بأن جمعية رابطة الريف بأوروبا التي هي امتداد للوداديات المغربية بالخارج والتي تمثل كلب الحراسة للدولة المخزنية في بلجيكا، عملت على الركوب على العديد من القضايا لقضاء مصالح ضيقة ولحراسة مصالح المخزن بالخارج، تسير اليوم نحو نهاية كلينيكية، فبعد كثرة الصراعات والتطاحنات والإستقالات الجماعية والفردية، ثمة مؤشرات تؤكد على أن الصراع سيبقى مستمرا إلى أن تنتهي رابطة الفتنة بأوروبا على سرير الموت دون أن تحظى بجنازة التشييع.