تسبب إغلاق الحدود البرية بين المغرب واسبانيا، وبالضبط بالمعبر الفاصل بين بني انصار ومليلية المحتلة، منذ شهر مارس الماضي، جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، في تباعد عدد من الأسر والأبناء عن بعضهم البعض. وتقوم العديد من العائلات بالتوجه صوب السياج الحدودي، بهدف ملاقاة ومعانقة والاطمئنان على أفراد أسرتيهما، في مشهد إنساني مؤلم، حيث أن استمرار إغلاق الحدود تسبب في تفريق وتشتيت عدد من الأسر عن بعضها البعض. وليست صلة القرابة فقط من تقطعت بسبب استمرار إغلاق بوابة الحدود، فقد أصبح المئات من الناظوريين مهددين بإغلاق أبواب الرزق عنهم، والطين صاروا ينتظرون بفارغ الصبر إعادة فتحها بعدما صار يتهددهم "التشرد" أو "التسول"، وفق قولهم. يذكر أن قرار إغلاق المعابر الحدودية الفاصلة بين الناظور ومليلية المحتلة، شكل صدمة كبيرة لمزاولي التّهريب المعيشي أيضا، والذين باتوا منذ الآن بدون عملٍ، وخسارةً لأولئك الذين اشتروا بعض السّلع وكانوا في انتظار تهريبها إلى النّاظور. يقول "حسن. م"، أحدُ مزاولي التّهريب المعيشي: "إغلاق المعابر الحدودية لم يكن بالقرار المفاجئ كثيرًا، باعتبار أنّنا كنّا ننتظر في أيّة لحظة أن يُتّخذ هذا الإجراء، وأضاف لقد أصبحنا الآن بدون عمل، "في الوقت الذي كنّا ننتظر فيه أن يجد المسؤولون لنا بدائل للعمل خلال ما تبقّى من وقت لإنهاء عهد هذه المهنة كما كان مقرّرًا ذلك..