يعيش المستودع البلدي للأموات، الكائن بالمحيط الخارجي لمستشفى الحسني بالناظور، أصعب أيامه بسبب تراكم الجثامين بداخله، وحدوث أعطاب تقنية بثلاجة الموتى تحول دون التمكن من حماية الجثث من التحلل ومنع تسرب الروائح الناتجة عن تعفن أجساد المتوفين. وكشف مصدر موثوق ل"ناظورسيتي"، أن الطاقة الاستيعابية لمستودع الأموات بالناظور، تقلصت بأزيد من 40 في المائة، وذلك راجع إلى عطب تقني اكتشف على مستوى الثلاجة الخاصة بالموتى، ليتم نتيجة لذلك إلغاء استعمال 20 صندوقا للتبريد من أصل 80، في وقت أصبح فيه التدخل للرفع من السعة الاجمالية أمرا ضروريا وحتميا لا يقبل الانتظار. وأوضح المصدر نفسه، أن جثثا كثيرة تراكمت داخل مستودع الأموات، حيث تصل أحيانا إلى 60 جثة، الأمر الذي يدفع بالمشرفين على المرفق إلى البحث عن حلول سريعة بتنسيق مع إدارة مستشفى الحسني والسلطات المحلية من أجل دفن الموتى، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة حيث يتم أحيانا نقل 30 جثمانا في فترة وجيزة إلى مقبرة المدينة. ونبه المتحدث إلى ضرورة تدخل الجهات الوصية من أجل إصلاح ثلاجة مستودع الاموات، لكونها لا تؤدي دورها بالكامل مع الجثث التي يتم الاحتفاظ بها لفترة طويلة في المرفق، الأمر الذي يتسبب في الكثير من الأحيان إلى حدوث تراكم يهدد الوضع الصحي بالمستشفى والمنطقة المحيطة به، لاسيما أمام استعمال كل السعة الاجمالية للمستودع وغياب تقنية التبريد الكامل. وتتواجد حاليا حسب مصدر "ناظورسيتي" 60 جثة بمستودع الأموات، تعود إلى متوفين أجانب مجهولي الهوية ومغاربة قضوا نحبهم في حوادث مختلفة أكثرها مرتبطة بالهجرة السرية، إلا أن تزايد الوفيات في الفترة الأخيرة بسبب فيروس كورونا المستجد جعل المشرفين على المرفق السالف ذكره يدقون ناقوس الخطر من أجل التدخل لدفن أكبر عدد من الجثامين بتنسيق مع السلطات المحلية وتحت إشراف النيابة العامة المختصة.