صور: حميد أشن لقد انتشرت ظاهرة ترويج وتعاطي المخدرات بشكل أصبح يقلق الجميع، فهذه السموم استفحلت في الآونة الأخيرة وتزايد الإقبال عليها وعجزت الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها ، وأصبحت نسبة من الشباب(تنحصر أعمارهم مابين 15 و30 سنة) مهددة بالانهيار التام والانسياق نحو المجهول، وتقع كثير من حوادث النشل والسرقة والاعتداء العنفي المصحوب باستعمال السلاح الأبيض بسبب هؤلاء المدمنين الذين يلجؤون إلى ارتكاب مختلف أنواع الإجرام لتوفير المال اللازم لشراء المخدر والحصول على الجرعة الكافية، هذا في غياب الأجهزة الأمنية وعجزها عن تحمل مسؤوليتها القانونية التي تلزمها بحماية المجتمع من هذه الآفة المدمرة. أدى هذا بالشباب الغافل المغفل إلى إستهلاك المخدرات القوية حيث إنتظم البعض منهم في شكل عصابات مختلفة في السرقة والنشل والسطو المسلح بالليل والنهار ،إلا دليل قاطع على أن إستهلاك المخدرات بلغت مداها في المجتمع وانهارت بسببها عائلات بأكملها وأصبحت تهدد النسيج الإجتماعي. في هذا الإطار أتت "جمعية كفى مخدرات" المؤسسة حديثا بالناظور، لتعنى بهذه الفئة من المجتمع وتساهم في الحد من تفشي هذه الظاهرة والتقليص من مضاعفاتها، معتمدة المقاربة التشاركية القائمة على أشراك كل من له صلة من قريب أو بعيد، بظاهرة الإدمان على المخدرات، من أمن وصحة وتعليم ومجلس علمي وقضاء ومجتمع مدني، وبالمقابل نظمت هذه الجمعية مساء يوم السبت المنصرم 11/06/2011 بقاعة غرفة التجارة والصناعة بالناظور، مائدة مستديرة حول موضوع " محاربة الإدمان على المخدرات بالناظور" بمشاركة مجموعة من الفعاليات المسؤولة و المشتغلة في الحقل الديني والمدني والطبي والتربوي والرياضية بالناظور، والتي أجمعت على تكاثف الجهود من جميع الأطراف لاعتماد إستراتيجية واضحة للتحسيس بمخاطر الإدمان قبل الوقوع في براثنه، والتفكير مع مختلف الشركاء والفاعلين والمتدخلين، وفي إطار المبادرة الوطنية، من أجل إيجاد مشاريع ملموسة وواقعية للتخفيف من وطأة الظاهرة ومخاطرها. أطراف أخرى مسؤولة عن هذه الآفة الخطيرة : عندما يتم القبض على من يتعاطى المخدرات يٌزج به في السجن، فتضطر أمه لزيارته في السجن، هذه الأم المسكينة التي ظلت مُحجًبة في بيتها طوال حياتها تخرج لتقف أمام باب السجن، فتسمع من الإهانات والكلام الفاحش ما لا يسمعه السجناء أنفسهم، ومن أراد أن يتأكد فليقف أمام أبواب السجون ساعة الزيارة... هذه الأم المحافظة الذي تسبب في إخراجها من بيتها، ليس إبنها الذي يتعاطى المخدرات ويتم القبض عنه، وإنما هم هؤلاء المجرمين المتاجرين في المخدرات، الذين ضيعوا إبنها وفلذة كبدها. إن تشدد الأحكام ضد المتورطين في الاتجار بالمخدرات هو الحل الوحيد لردع هذه الشرذمة من المجرمين، لأن ما يشجعهم على التمادي في غيهم هي الأحكام القضائية المخففة التي تصدر في حقهم في حال اعتقالهم وتقديمهم للعدالة. يُحكى بأن تاجرا في المخدرات القوية، مرض له إبن فقال باكيا : بأنه مستعد لأن يداويه في أحسن مستشفى بالعالم ليشفى من مرضه، ونسي هذا المجرم أنه يتسبب في تدمير العديد من الأسر في فلذات أكبادهم هو وغيره من تجار المخدرات بشتى أنواعها، الذين حولوا حياة هذه العائلات إلى جحيم ومهانة وذل لا يطاق، مما جعل هذه الأسر تتمنى موت أبنائها المُدمنين وخلاصهم ليرتاحوا ويُريحو. المواجهة والمواجهة ثم المواجهة : في خلاصة لمؤتمر الجمعية المغربية للأطباء النفسانيين للصحة العمومية المنعقد بطنجة ، أجمعوا على أن للمُدمن على أقراص الهلوسة أحد المآلات الثلاث : " فإما مستشفى الأمراض العقلية ،وإما السجن، وإما القبر". لمواجهة هذه الآفة الخطيرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا تهدد النسيج الاجتماعي وتهدر طاقة شبابنا ، يجب أن يكون هناك تكتل يجمع الأسرة ورجل الدين والمجتمع المدني بتنسيق تام مع الأجهزة الأمنية والقضائية والطبية والتربوية... للخروج من هذا المأزق المُدمٍر، لأنه بدون تظافر الجهود لا يمكن أن نصل إلى أي نتيجة وسنظل نراوح مكاننا إلى الأبد. فقط الإرادة القوية والعمل ولو بإمكانيات ضعيفة ومنعدمة، فالمُهم أن نصل في النهاية خير من أن لا نصل تصريح للدكتور عمر الشيخاوي صاحب كتاب "حقائق عن المخدرات"، وذلك حول موضوع ظاهرة المخدرات القوية