استضاف مصطفى العلوي صاحب برنامج حوار على القناة المغربية الأولى السيد محمد زيان منسق الحزب اللبرالي المغربي الذي ظهر بوجه ما كان له ليظهر إلا به ؛ وجه يُعبر عن الحالة الكارثة التي صار عليها المشهد الحزبي والسياسي المغربي الصادم لملايين المشاهد ين، وفي مرحلة حرجة وحساسة يعيشها المغرب في ظل الحراك الشعبي ، مما يفرض على كل الفاعلين السياسيين نوعا من النضج و الإحساس بالمسؤولية الجسيمة التي يتطلبها السياق العام الذي فرضته الثورات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط ،إلا أن السيد زيان أبى إلا أن يكون نموذجا واضحا للمستوى الرديء الذي وصلته الأحزاب السياسية في المغرب التي لم تكن أبدا في حجم ومستوى الأحداث التاريخية التي مر بها الشعب المغربي حتى أبعدتها -العشيرة إبعاد البعير المُعبد- وهجرها الشيب والشباب وأصبحت الآن تبكي وتشتكي بُؤس حالها وقلة حيلتها كما فعل السيد زيان على الهواء مباشرة وهو يشتكى من احتقار الكتاب والصحفيين لهده الأحزاب ويقول بأن الديمقراطية لا تتحقق إلا بأحزاب سياسية ونقابات قوية ؛ومن هنا نقول للسيد زيان إن قوة الأحزاب في قوة أفكار أعضائها وقدرتهم على المبادرة و الإبداع في صياغة برامج مجتمعية تلامس طموحات ورغبات الشعب وقدرة هؤلاء الأعضاء على إتخاد مواقف شجاعة وجريئة في مراحل معينة من المراحل التي يصنع فيها الشعب تاريخه ،وليس في الخرجات التلفزيونية كالتي ظهر فيها وهو يحا ول ، يائسا ، أن يُجمع بعضا من الأصوات في حملة انتخابية قبل الأوان ،على حساب ثقافة وتاريخ المغاربة رافضا ترسيم اللغة الأمازيغة في الدستور مكشرا عن أ نياب عنصرية مقيتة ، واصفا هده اللغة بالعجز وعدم القابلية للتد ريس ؛ متحججا في دلك بأمور بعيدة عن المنطق العلمي للظاهرة اللغوية تعبر عن جهل مركب لرجل تحددت معرفته في حدود النصوص القانونية الجافة ، وادعائه أن ترسيم اللغة الأمازيغية من شأنها أن تعيق المغرب على الانفتاح الكوني والعلاقات الدولية ناسيا-السيد زيان- أن عليه أن ينفتح على ذاته أولا ويقتنع بثقافة بلده وينميها ويحصنها فبل أن ينفتح على الثقافات الكونية لأننا نخشى على السيد زيان إدا ما انفتح على العالم دون أن يحصن نفسه أن يتوه ويضيع في التفاصيل ويضيع المغرب معه ،لكننا لا نستغرب هده المواقف من رجل كان وزيرا - لحقوق الإنسان - في حكومة - الرجل الحديدي - إدريس البصري الذي أذاق الشعب المغربي كل أنواع التنكيل و الإذلال وبدالك يكون - السيد - شريكا في الانتهاكات الجسيمة في حق الشعب المغربي ،وهو الآن يريد انتهاك حق من حقوق الأمازيغ في دسترة لغتهم كلغة ثانية إلى جانب اللغة العربية قي دستور ديمقراطي يمثل كل المغاربة باختلاف لغا تهم وثقافاتهم واعتبار هدا الاختلاف غنى ورحمة تُوحد المغاربة وتزرع فيهم روح التضا من والمواطنة الحقيقة . لدالك ننصح السيد زيان ، إدا أراد أن يكون رجلا سياسيا بامتياز، أن ينفخ في نصوصه القانونية العقيمة روحا مستمدة من العلوم الإنسانية الأخرى كعلوم التاريخ والجغرافيا والأنثروبلوجيا وعلم اللسانيات والأدب والفلسفة لينجح في إعطاء مقاربة علمية وموضوعية للظاهرة اللغوية الأمازيغية ، لا شك أن المغرب يعج برجالات من شتى التخصصات يمكن أن يستفيد منهم السيد المنسق قبل أي خرجة إعلامية تكون أشبه بتمثيلية هزلية رديئة شكلا ومضمونا ،وحتى لا يتحجر ويتشيأ نتيجة ليبراليته المتوحشة ويفقد آدميته بعد أن أعلن كساده الحزبي والسياسي .