أبدى أعضاء الطاقم الطبي والتمريضي المكلف بمواكبة وتتبع حالات الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد بالمستشفى المركزي بالناظور، كبير إعجابهم بإحدى الحالات الحاضنة لفيروس "كوفيد 19"، التي ما تزال تخضع إلى الحين للعلاج داخل الحجر الصحي بالمستشفى "الحسني". وسرد الممرض أمين ديو، تفاصيل هذه الحالة الخاصة التي استأثرت باهتماهه وشدّت نظره، لكونها تتعلق بمُصابة تشتغل أستاذة بإحدى مدارس التعليم الخصوصي، إذ لم يهزمها المرض الذي لم يجعلها متقاعسة عن أداء واجبها المهني الذي حتى وإنْ تغاضت عنه، فلا لوم عليها أمام عذرٍ ليس أيّما عذر بعد إصابتها بعدوى جائحة يعيش العالم برمته، على وقع الفزع والهلع من جراء شبحه. ويفيد ديو، أنه ورغم كل الظروف التي تمر بها هذه الأستاذة المصابة بالعدوى، ومكوثها داخل الحجر الصحي مع ما يرافق ذلك من علاج تخضع له يوميا وبانتظام، إلا أنها ما تزال تنير الطريق لتلامذتها وتواصل تلقينهم الدروس عن بُعد، على غرار جل الأساتذة في هذه الأثناء، غير أن هؤلاء يعملون من منازلهم بينما هي تعمل من داخل الحجر، قائمةً بواجبها المهني كما يجب، وكأن شيئا لم يحدث". ونقل الممرض ديو، على لسان الأستاذة المعنية، أنها "لا تستطيع أن توقف عملها وتترك تلاميذتها بدون دروس، بل الأكثر من هذا، ذاك الرابط الباطني بينها وبين تلامذتها لا تستطيع مقاومته"، مضيفا "لم أتوقع كل هذه العزيمة والروح من طرف هذه الأستاذة، وكيف أنها تقاوم على عدة وجهات". وزاد المتحدث قائلا "ستبقى هذه المرحلة مسجلة في الذاكرة، وسيتذكر الناس أن الإنسان مادام على قيد الحياة، فذاك الأمل لن ينقطع ولا النور سينطفئ"، مردفا "عند وصول الإنسان لهذه المرحلة من الثقة في النفس، وكل هذه الإرادة لن يستطيع أحد كبحها بالمضي قدما وتكسير جميع الحواجز أمامه". وأوضح الممرض، أن نشره لهذا الواقعة التي مايزال يعيش تفاصيلها إلى الحين داخل المستشفى الحسني، الغاية منها توجيه رسالة ل"كل من يطفو في ذهنه التفكير السلبي، خذ العبرة من الأستاذة لمعنى العزيمة والإرادة، وستتجاوز كل المنح التي تمر بها".