عرض مجموعة من ساكنة اقليم الدريوش في تصريحات مختلفة لناظورسيتي خلال النشاط الحزبي للتجمع الوطني للاحرار بمدينة ميضار مجموعة من المشاكل التي يعاني منها الاقليم والتي أحاطوا المسؤوليين الحزيين الذين حضروا هذا النشاط بها علما في مداخلاتهم . وأجمع جل الذين تحدثت معهم ناظورسيتي على وجود نقائص تعيق تنمية الاقليم في كل القطاعات الحيوية أهمها قطاع الصحة حيث لازال الاقليم ينتظر استكمال مشروع بناء المستشفى الاقليمي مع وجود خصاص كبير في عدة تخصصات وغياب دار الولادة بمدينة الدريوش وهذا ما يزيد من معاناة مرضى وحوامل الاقليم الذين يضطرون الى التنقل للتطبيب في المستشفيات المجاورة . كما اشار المتحدثون مع ناظورسيتي الى غياب فرص الاستثمار في الاقليم بسبب غياب القوة الاقتراحية للمجالس المنتخبة التي من شأنها ان تبني تصورا عاما لحاجيات الاقليم في هذا الاقطاع وتعمل على ضوء ذلك على تشجيع رؤوس الاموال المحلية على الإستثمار في المنطقة للتخفيف من نسبة البطالة التي يعاني منها شباب الاقليم وتدفعه الى الهجرة سواء داخليا الى المدن المجاورة او خارجيا الى البلدان الاوروبية . ولم تفوت الساكنة الحاضرة في هذا اللقاء، الحديث عن القطاع الفلاحي بالمنطقة وضرورة انشاء سد بالاقليم من اجل تلبية حاجيات الساكنة من مياه السقي والعمل على تذييل مساطر رخص البناء من أجل إنعاش هذا القطاع الذي يخلق دينامية اقتصادية كبيرة بالاقليم وقد عرف هذا اللقاء المفتوح الذي دام زهاء أربع ساعات حضورا مكثفا لساكنة الجماعة حجت اليه من كل فج عميق لتشخيص حالة منطقتهم المنسية ومناقشة مشاكلهم مع الفعاليات الجمعوية المؤطرة لهذا اللقاء والبحث في سبل التعاون من أجل اخراج منطقهم من مستنقع التهميش التي ترزح تحت ظلاله منذ عقود خلت، وقد تركز النقاش في هذا اللقاء على محورين أساسيين الاول استعرض فيه المنظمون أهمية الجمعيات بالمحلية في مواكبة وتقييم المسار التنموي بالجماعة من خلال التعريف بجمعياتهم المكونة لهذه التنسيقية والتأكيد على أهدافها المتمثلة في تنمية المنطقة في جميع المجالات ، كما تطرقت الى واسائل عملها المشروعة والقانونية ومنجزاتها منذ تأسيسها، كما تم التوقف أيضا في هذا المحور عند المعركة الأخيرة "كما سمها التقرير الختامي لهذا اللقاء والذي تتوفر ناظور سيتي على نسخة منه " للساكنة بقيادة الجمعيات لتزويد بعض الدواوير بالكهرباء وفتح طريق لدوار لعري الجبلي بربطه بالطريق الساحلي. كما تم التذكير بما تتعرض له الجمعيات من مضايقات من طرف رئيس المجلس الجماعي ورفضه للحوار معها بشكل يتعارض مع الخطابات الملكية التي تعتبر المجتمع المدني شريك في التنمية، وتمت الإشارة إلى الاعتداء الأخير الذي تعرض له رؤساء الجمعيات بمقر الجماعة القروية والذي رفعت بشأنه دعوى قضائية ،فيما أكد الحاضرون على دعمهم المطلق والدائم للجمعيات التي تتدافع عنهم . في حين شخص المنظمون في المحور الثاني المشاكل التي تعاني منها المنطقة و ناقشوا مع الساكنة سبل الخروج من واقع التهميش والاقصاء الذي ينخر جسد المنطقة حيث وقف الجميع عند هشاشة البنيات التحتية وخاصة الشبكة الطرقية الرابطة بين الدواوير والطريق الساحلي الذي يمر بتراب الجماعة بالاضافة الى الاختلالات الكبيرة التي عرفتها عملية تزويد المنطقة بالتيار الكهرباء منها حرمان بعض الدواوير من الاستفادة من الكهرباء بشكل تام واقصاء بعض المنازل التي شملتها العملية من التيار الكهربائي كما أشارت بعض المداخلات الى المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم بالمنطقة و المتمثلة بالاساس في ظاهرة تغيب المعلمين وحملوا في ذلك المسؤولية لمدراء المؤسسات التربوية بالمنطقة و لنيابة التعليم ، كما وقفوا أيضا على سوء التسيير الذي تعاني منه جماعتهم حيث تم التطرق إلى استغلال أملاك الجماعة للأغراض شخصية وظاهرة الموظفين الأشباح، والغياب شبه الدائم للرئيس عن الجماعة، ومصير المحلات التجارية الموجودة بسوق كيلاطيس و كذا مصير مجموعة من المشاريع والوعود والالتزامات، وعدم توفر الجماعة على مخطط التنمية وتصميم التهيئة. حيث خلص الجميع في نهاية هذا اللقاء الى ضرورة تدخل عامل الاقليم للاستماع الى مطالب الساكنة وفك العزلة عن دواويرهم مبدين استعدادهم للحوار معه لايجاد حل لهذه المشاكل المعقدة التي تنخر جسد المنطقة وتعرقل مسار تنميتها.