بعد مرور ليلة عصيبة على الشابين اللذان علقا وسط الثلوج بجبل "تدغين" نواحي مدينة الحسيمة، وإطلاقهما لنداء الاستغاثة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشف خالد أحد العالقين تفاصيل حصرية عن مغامرتهما وسط الثلوج، وكيف كانا سيفقدان حياتهما، لولا تدخل عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي في الوقت المناسب. وقال خالد الذي أطلق نداء الإغاثة بصفحته الرسمية ب "الفايسبوك"، إن هذه ليست أول مرة يقوم فيها بتسلق الجبال رفقة صديقه اسماعيل، فقد سبق لهما أن تسلقوا قمم الجبال وعاشوا مغامرات كثيرة. وأوضح خالد في تدوينة له على الفايسبوك، أن الخطأ الذي ارتكبه رفقة صديقه اسماعيل، هو أنهما حينما وصلا لقمة جبل تدغين، على الساعة الثالثة زوالا، مكثا في أحد البيوت، خوفا من قدوم عاصفة ثلجية، الأمر الذي جعلهم يتأخرون في النزول من الجبل. وأضاف خالد، أنه مع اقتراب حلول الليل، قرر رفقة صديقه باختصار الطريق، والتزحلق عبر الجليد، من أجل النزول في وقت قياسي، لكنهما فقدا الطريق، وأصيب اسماعيل بكسور على مستوى الكثف والرجل بالإضافة إلى نزيف حاد على مستوى الأنف، ما جعلهما يعلقان بإحدى أشجار الأرز. وأكد خالد، أن إصابة صديقه بكسور وعدم قدرته على التحرك، جعله يفكر في إطلاق نداء إغاثة عبر الفايسبوك لأبناء المنطقة، من أجل إنقاذهما، وبالفعل لقي ندائه تجاوبا كبيرا من طرف المسؤولين والسلطات المحلية. وأفاد خالد، أنه بعد مرور أزيد من ثلاث ساعات، بدأ أبناء المنطقة في البحث عن الشابين وسط الثلوج، ليتم تحديد مكانهما، وإرجاعهما إلى الطريق التي فقداها منذ البداية، ليقوم رجال الوقاية المدنية بحمل الشاب المصاب وإنزاله باستعمال الحبال. وقال خالد، إن أبناء المنطقة وعناصر الوقاية المدنية قاموا بعمل بطولي من أجل إنقاذهم، لا سيما أن عناصر الوقاية المدنية ليسوا أبناء المنطقة ولا يتوفرون على المعدات الكافية، إلا أنهم قاموا بمجهوذات جبارة من أجل إنقاذهم.