يواصل السيناريست والمخرج والممثل المغربي الريفي محمد البدوي في التألق خلال ما يقدمه من أعمال استطاعت ان تنافس وتكون ضمن الافلام الوطنية والدولية وتنالت ثقة اكبر المهرجانات العالمية. يستمد المخرج البدوي تألقه من خلال معالجته لوقائع اجتماعية لريف المغرب وجل الانعكاسات الاقتصادية والثقافية الخ …، ويعتمد الكاتب الريفي في سحره السينمائي على البساطة في الكتابة وادماج بعض الثقافات التي لها ارتباط وثيق اجتماعيا وجغرافيا بالمنطقة خصوصا في اختيار اماكن الاشتغال والتصوير وأدوار الممثلين. محمد البدوي اسم لتجربة فريدة من نوعها ، يلخصها الامل الذي سكن الرجل منذ نعوم اضافره نهاية السبعينات قبل ان يتحول الى حلم في الافق بعد هجرته الى اوروبا تاركا حضن بلدته بوكيدان وحيه بولمعيز اقليمالحسيمة. الحلم الذي جعله من المخرجين السينمائيين الشباب، وكان لاسمه مكانة ومسار تشير اليه اغلب الصحف الاوربية الاسبانية على وجه الخصوص بحيث اعتبرته الصحفية الاسبانية " اناليا انخيليسياس " في مقالها بجريدة الباييس المعروفة، النموذج الاول والناجح لتغيير العنصر التقليدي للاندماج في المجتمع الاوربي الخاص بالمهاجريين ، وولوجهم مهن اكثر اهمية تعتمد على التعلم والوعي والمعرفة بعد ان كانوا مجرد يد عاملة في الفلاحة والصناعة والاعمال الشاقة. بعد نجاح فيلمه الاول " سليمان " الذي يعالج مرض السرطان بمنطقة الريف، ونال ثقة اكبر المهرجانات الدولية (مهرجان القاهرة) ، وبعد ان عرض فيلم " فلسطين " خلال متوسط الاسبوع المنصرم بمسرح محمد الخامس بالرباط ضمن المهرجان الدولي لفيلم المؤلف، وهو فيلم يعالج وقائع واحداث تهم قضية فلسطين بقالب انساني بعيد عن القيود والحدود ، يستعد المخرج المغربي الريفي لعرض فيلمه الاخر والجديد " لالة عيشة " يوم الاحد المقبل بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وذلك بقصر الامراء قاعة السفراء. فيلم " لالة عيشة" يعالج فيه السيناريست الريفي احداث وهموم منطقة الريف من غياب فرص الشغل ومعاناة مع قوارب الموت، باعتبارها شبح يسكن كل البيوت الريفية بحثا عن امل في الاراضي الاوروبية. المخرج والكاتب والسيناريست والممثل الشاب محمد البدوي ، ظاهرة لا يعيها الا من يتابع كل اعماله ويقيم تجربة بدات كأمل طفل ترعرع وسط اسرة ريفية مكافحة ، وكتجربة شبابية كرست من الوقت الكثير لجعل حلم الوصول واقع احترم مهنيا ومؤسساتيا واجتماعيا ، الا انه ما يميز هذه التجربة الريفية اسما وواقعا هو حقيقة الأمل الذي بدأ عند هذا الرجل منذ ان كان طفلا ، وهي حقيقة تلخصها كل اعماله القائمة على معالجات تاريخية وجغرافية واجتماعية وسياحية لمنطقة الريف، مسقط راس الامل المنشود والحلم المستمر في الافق لعل يوما ما سيكون للرجل حقه في التقدير محليا ووطنيا بعد ان وقف له الاوربيون احتراما وتشجيعا لمدى احترافية اعماله التي تصور باحدث التقنيات واجودها.