نجحت جهود هيئة دفاع معتقلي حراك الريف في إقناع كل من سليمان الفحيلي وكريم أمغار وربيع الأبلق في تعليق إضرابهم عن الطعام، والذي كان يقلق كثيرا عائلاتهم والمنظمات الحقوقية، خاصة بعد التطورات الأخيرة، وما سموه بعدم وفاء مندوبية إدارة السجون بتجميعهم في مؤسسة سجنية واحدة، وتعريضهم لبعض المضايقات. المحامية أسماء الوديع، مرفوقة بالمحامي عبدالإله الفشتالي، وبعد لقاءات ماراطونية، بالمعتقلين، تم استعمال جميع وسائل الإقناع فيها، تمكنت من انتزاع قبول سليمان الفحيلي وكريم أمغار بالعدول عن معركة الأمعاء الفارغة، بينما حصلت على وعد من ربيع الأبلق بالنظر في الأمر، وتعليق الإضراب عن الماء، مع الإبقاء على الإضراب عن الطعام. وأوضحت المحامية الوديع في اتصال مع أخبار اليوم أنها بذلت مجهودات جبارة مع كريم أمغار، الذي كان مصمما على إضرابه عن الطعام، مشيرة إلى أنه مريض وتم نقله مرارا إلى المستشفى، مضيفة أنه فنان تشكيلي وإدارة المؤسسة السجنية رفضت تسليمه أدوات الرسم التي أحضرتها له عائلته، وهو ما اعتبره تضييقا على حقه كمعتقل. وأضافت الوديع أن ربيع الأبلق، الذي كان قد قرر الدخول في إضراب عن الطعام والماء معا، استجاب أخيرا لتدخل هيئة الدفاع، ورفع الإضراب عن الماء، مع الإبقاء على الإضراب عن الطعام، حتى إشعار آخر، في انتظار تجدد المفاوضات معه من جديد، مشيرة إلى وضعه الصحي المتدهور. وكشفت الوديع أن هيئة الدفاع لم تتلق أي ضمانات من إدارة مندوبية السجون، رغم أنها سبق ووعدت بتجميع كل معتقلي حراك الريف في سجن واحد، وهو ما من شأنه تسهيل تواصلهم مع هيئة الدفاع، ومع عائلاتهم التي تكابد للوصول إليهم في المؤسسلات السجنية، والتي غالبا ما تكون بعيدة عن مراكز المدن، وما يتطلبه من تنويع وسائل النقل، وهو عبء إضافي يثقل كاهل العائلات لزيارة أبنائها داخل السجون المتفرقة. وعبرت المحامية الوديع عن أسفها لطريقة تناول موضوع معتقلي حراك الريف، غير مستبعدة وجود تحركات خفية لعرقلة الملف وتعطيل الدفع به نحو حل يلائم الجميع، معتبرة أن حراك الريف، أول حراك في العالم أثبت حضاريته وسلميته، مشيرة إلى أنه يحظى بمساندة الحقوقيين وجميع التيارات بالبلاد، غير أن الدولة لازالت تصم أذانها تجاه الملف.