لا يختلف اثنان حول الأهمية البالغة للخدمات الصحية في بناء مجتمع متوازن و سليم باعتبار ذلك مدخلا رئيسا لتحقيق تنمية العنصر البشري الذي يعد محور كل السياسات العمومية، الحديث هنا يقودنا إلى الجهود التي ما فتئ السيد أنس الدكالي وزير الصحة يبذلها من أجل تنزيل حقيقي لمفهوم صحة القرب بالرغم من كل الإكراهات و التحديات المطروحة سواء على الصعيد الوطني أو على مستوى أقاليم الريف بما فيها إقليمالناظور الذي حظي بعناية ومواكبة دائمة من لدن السيد وزير الصحة شخصيا الأمر الذي يتضح بجلاء ودونما حاجة إلى التذكير بأن سيادته قام منذ توليه مسؤولية القطاع بثلاث زيارات للإقليم تمحورت حول متابعة وتحريك مشروع بناء المستشفى الإقليمي الجديد بسلوان والذي تمخض عنها تسوية كافة المساطر و الملفات العالقة والتأشير على ما تبقى من الصفقات لمتابعة الأشغال. ثم زيارة أخرى قام على إثرها بتدشين المركز الحضري الموسع " المسجد " باعتباره منشأة نموذجية على مستوى الإقليم. ووعيا من السيد الوزير بمكانة العنصر البشري في المنظومة الصحية وعرفانا بما قدمه جيل من العاملين في قطاع الصحة من تضحيات وأعمال جليلة فقد حرص بصفة شخصية على تكريم مجموعة من الأطر والكفاءات الإدارية والطبية والتمريضية التي سخرت جهودها لخدمة المهنة النبيلة وتوفير العلاجات والخدمات الصحية للمواطنين من مواقع مختلفة في حفل استحسنه جميع موظفي الصحة لما يشكله بالنسبة لهم من التفاتة معنوية وتحفيز لأجيال قادمة لحمل المشعل ومجابهة الصعاب والإستجابة لحاجيات المرضى والمرتفقين. ولعل الزيارة التي سيشرف من خلالها السيد وزير الصحة أنس الدكالي للإقليم على إعطاء الإنطلاقة للمركز الصحي الحضري الموسع ببني أنصار هو تأكيد آخر على عزم ورغبة كبيرة على مستوى أعلى هرم وزارة الصحة لكي يتبوأ إقليمالناظور المكانة التي يستحقها في جانب الصحة ومواصلة مسيرة الأوراش التي تشهدها منطقة الريف وستتعزز في المستقبل القريب بمستشفى جديد بزايو ومستشفى آخر بالدريوش و بمستشفى كبير بمواصفات متقدمة بسلوان ناهيك عن مشاريع أخرى يتضمنها المخطط الجهوي للصحة سترى النور في القادم من الأيام سواء ما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية و التجهيزات و تنزيل سياسة للقرب والعدالة المجالية. قد نتفق جميعا أن ما يعرفه قطاع الصحة من إشكالات يتطلب مزيدا من الجهود و العناية وهذه ليس استثناءا مغربيا بالنظر لارتفاع الطلب حول الخدمات العلاجية على الصعيد الدولي، كما قد نتفق أن هناك مكامن النقص التي تستوجب تدخلا آنيا عبر أرجاء إقليمالناظور لكن في الوقت الوقت يجب أن نعطي لكل حق حقه و نقر بما تم تحقيقه خلال السنوات الأخيرة وأن نربط هذه المنجزات بالظرفية التي تعيشها بلادنا و محيطها الإقليمي إضافة إلى إكراه تنامي حاجيات الساكنة فيما يتعلق بالصحة. وبالرغم من هذا وذاك يبقى إقليمالناظور من الأقاليم المحظوظة والتي حظيت بالأولوية ضمن كافة المخططات الصحية بفضل قوة اقتراحية الإدارة الصحية الإقليمية من جهة وبفضل حيوية ودينامية المجتمع المدني الذي كان في مستوى اللحظة والوعي من أجل إسماع صوت المواطن والتعبير عن الحاجة الملحة لتعزيز الخدمات الصحية الأمر الذي تفاعلت مع وزارة الصحة وجعله السيد الوزير نقطة أساسية في أجندة تحركاته و توجيهاته حتى يتأتى للمنطقة أن تنال حقها من الخدمة الصحية وتجويدها وتقريبها من الساكنة مما يعكس النية الصادقة البعيدة كل البعد عن التسويق السياسي لتمكين المواطنين من ولوج سلس للمرفق الصحي في ظروف ملائمة تتيح فرص العلاج وتخفف أعباء التنقل. زيارة السيد الوزير لإقليمالناظور و لتدشين منشأة أخرى جديدة ببني أنصار هي محطة ضمن محطات أخرى قادمة من شأنها استدراك جانب مهم من الخصاص على مستوى هذه المدينة التي تعد من أهم حواضر الإقليم ديموغرافيا واقتصاديا