حمل فاعلون في المجتمع المدني ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مسؤولية انتشار ألسنة اللهيب التي دمرت مئات الهكتارات من الغطاء النباتي والأشجار بغابة "افرني" التي تقع بتافرسيت وتمتد إلى جماعة ميضار. الحريق الذي خلف موجة غضب واستياء عارمين بالريف بسبب استمراره لأربعة أيام متواصلة، وعدم تمكن عناصر الإطفاء المتدخلة بالميدان وعبر الطائرات في الجو، جر على محمد رشدي، عامل إقليم الدريوش، سيلا من الانتقادات، إذ استغرب الكثير من الفاعلين في المجال الجمعوي لغيابه عن الواقعة وعدم تسجيله لأي تدخل في الميدان يؤكد تتبعه للكارثة و مبادرته للحد منها. وتساءل مواطنون عن نوع السياسة الاستباقية والوقائية التي اتخذها عامل إقليم الدريوش للحد من الحرائق، منتقدين صمت السلطات طيلة الأيام الأربعة الماضية بالرغم من تسجيل مساحات واسعة لغابات بني توزين لحريق لم تسبق المنطقة أن شاهدت مثله من قبل. وقال خالد أمعيز، محامي بهيئة الناظور، إن عامل إقليم الدريوش يترأس مركز قيادة عمليات محاربة الحرائق، متسائلا هل سجل المواطنون حضور المسؤول المذكور، قبل أن يضيف بأسلوب ساخر ''بصحتك بولفاف أسعادات العامل‘‘. وأطلق العديد من النشطاء، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إعادة غرس آلاف الأشجار التي أتلفتها النيران بالمنطقة، داعين إلى التبرع بشجرة واحدة لكل واحد من سكان المناطق المحيطة بالغابة، لكي تعود إليها الحياة من جديد، في وقت أكدوا فيه ان التدخل في مثل هذه الكوارث يجب أن يتم دون انتظار مسؤولين غير مبالين للوضع نهائيا. وكانت النيران التي اشتعلت بغابة افرني بتافرست مسقط رأس وزير الداخلية المغربي، انتشرت بسرعة في بقية الغطاء النباتي المحيط بالمنطقة، لتستمر لأربعة أيام متواصلة بعدم التهمت مساحات واسعة من الأشجار ومحاصيل الفلاحين بالمنطقة.