أكد سفير المغرب في كينيا وبوروندي المختار غامبو، سليل إقليم الدريوش، خلال حفل استقبال أقيم مساء أمس الثلاثاء في نيروبي بمناسبة الذكرى ال20 لعيد العرش المجيد، أن المغرب انخرط بقوة، خلال عقدين من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في مسار تقدم لا رجعة فيه. فخلال حفل الاستقبال الذي حضره الوزراء والبرلمانيون الكينيون ونائبة الأمين العام، المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية ميمونة محمد شريف وعدد من السفراء وممثلي وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في نيروبي والجالية المغربية المقيمة في كينيا، قال السيد غامبو إن "المغرب الذي لا يملك أي موارد نفطية أو غازية، استطاع بفضل رؤية جلالة الملك، بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم وتشغيل أسرع قطار في إفريقيا والعالم العربي، والتوفر على أكبر ميناء في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط". وذكر السفير المغربي بأن "التقدم، في رؤية جلالة الملك، لا يقتصر فقط على بناء الجسور أو الطرق السريعة أو الموانئ أو البنيات التحتية الأخرى، بل يتعلق أيضا بتحسيس المواطنين بالمسؤولية من خلال مأسسة الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية"، مشيرا في هذا الصدد إلى دستور عام 2011 وإنشاء العديد من المعاهد والمجالس على مدى العقدين الماضيين، منها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأكد السيد غامبو على أن المغرب الذي يستنير بالمقاربة المتبصرة لجلالة الملك في مجال التعاون جنوب-جنوب، ما فتئ يضع إفريقيا وقضاياها في صلب إستراتيجيته الخاصة بالتنمية الإقليمية والقارية، مذكرا في هذا الصدد بتوقيع المملكة على أكثر من 1500 اتفاقية تعاون مع أكثر من 30 بلدا إفريقيا، مما يجعل من المغرب ثاني أكبر مستثمر إفريقي في إفريقيا والأول في غرب القارة. وأشار إلى أن مجالات أخرى مثل التعليم والدين والهجرة ليست أقل أهمية في السياسة المغربية إزاء إفريقيا، مضيفا أن الجامعات المغربية تستقبل 11 ألف طالب إفريقي كل عام، 10 آلاف منهم يستفيدون من المنح الدراسية، كما أن معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات قام بتكوين 1400 إمام وعالم دين إفريقي على الأقل لمساعدتهم على محاربة التطرف في مجتمعاتهم. من جانبه قال السفير المدير للشؤون الإفريقية بوزارة الخارجية الكينية آرثر أندامبي، إن المملكة المغربية تعكس اليوم الإمكانيات الهائلة لإفريقيا، وهو ما يتجلى من خلال إطلاق المملكة لأسرع قطار في إفريقيا، مما يبرز التزام المملكة الثابت بالحكامة الجيدة والتقدم الاقتصادي. وأضاف أنه "كصديق مقرب، تقدر كينيا الإنجازات المهمة للمغرب، وهذا التقدم المستمر يؤكد بوضوح على هدفنا وتطلعاتنا المشتركة للنهوض بالتنمية الاقتصادية لشعوبنا، مع تعزيز السلام والاستقرار في كلا البلدين وفي القارة بشكل عام".. وتابع أنه في ظل هذه التطلعات المشتركة، استمرت علاقاتنا الودية والعريقة، القائمة على روابط الصداقة التاريخية، في النمو، وقد تعاون بلدانا في مجالات مختلفة مثل التعليم والتكوين والتجارة والسياحة والفلاحة والطاقة وخاصة في مشاريع تزويد العالم القروي بالكهرباء، معربا عن الأمل في تعميق اكبر لهذه الشراكة من خلال التبادلات التجارية والاستثمارات التي ينبغي أن تسهم بشكل كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين. من جهة أخرى، رحب السيد أندامبي بعودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، مؤكدا في نفس الوقت إرادة كينيا العمل مع المغرب لتحقيق الطموحات القارية، وقال إن كينيا تتذكر الدور الهام الذي اضطلع به المغرب كمركز تنسيق لحركة التحرير الإفريقية – مجموعة الدارالبيضاء، التي مهدت الطريق لتوحيد الدول الإفريقية ومن ثم إطلاق منظمة الوحدة الإفريقية في ذلك الوقت. واغتنم المسؤول الكيني المناسبة للتعبير عن تهانئه لجلالة الملك محمد السادس على الإنجازات التي تحققت تحت قيادة جلالته بصفته "مدافعا عن رؤية تقدمية للتعاون بين البلدان الإفريقية"، وأردف قائلا "نشيد أيضا بإسهام المغرب في تنفيذ مشاريع التنمية البشرية وتوفير الخدمات الاجتماعية التي كانت ذات أثر مباشر على حياة سكان المنطقة".