استقبل الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، بمعية أعضاء من الحكومة الكينية اليوم الجمعة 17 فبراير الجاري، بالعاصمة نيروبي، السفير الجديد لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الدكتور المختار غامبو، الذي سلمه أوراق اعتماده سفيرا مفوضا فوق العادة للمملكة المغربية لدى كينيا. هذا، وخلال ذات الإستقبال، نقل الدكتور المختار غامبو تحيات وتقدير جلالة الملك للرئيس الكيني ومتمنياته بالازدهار والتقدم للشعب الكيني، معبرا له عن الالتزام المتواصل والمستمر لجلالة الملك بتنمية وإشعاع القارة الإفريقية. وفي السياق ذاته، ذكّر السفير المغربي بأن التاريخ كان دائما إلى جانب أمتينا، أمتان مختلفتان لكنهما منخرطتان في خدمة نفس القضية، وأضاف أن أب التحرير الكيني، الراحل جومو كينياتا، ومؤسس المغرب الحديث، جلالة المغفور له الحسن الثاني، لم تكن تربطهما علاقات خاصة جدا، بل اضطلعا بدور حاسم في تخليص إفريقا من الاستعمار وولوجها إلى عهد جديد من التضامن الإفريقي ومن الأمل حيث تستطيع شعوبنا الاعتزاز بهويتها والتمتع بحقها في الأمن والازدهار والديمقراطية. وأضاف المختار غامبو أن هاتين الشخصيتين ستبقيان دوما خالدتين في ذاكرتنا الجماعية باعتبارهما وجهان بارزين أسسا إفريقيا حديثة واعدة وواثقة، وقال إنه إذا كان الماضي إلى جانبنا، فليس هناك أي داع يجعل الحاضر عكس ذلك بل وأفضل، وبالفعل، فكينيا و المغرب لديهما الآن من الوسائل والريادة والمؤهلات ما يكفي للإنتقال بصداقتهما التاريخية إلى علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية متينة، مضيفا أن المغرب منخرط الآن بشكل لا رجعة فيه في تعزيز التعاون جنوب-جنوب حتى نتمكن من إرساء التعاون مع إخواننا وأخواتنا الأفارقة وتقاسم تجاربنا الناجحة، كما أكد سفير صاحب الجلالة للرئيس كينياتا إرادة والتزام المملكة المغربية لتعزيز وتقوية العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة. من جانبه، عبر الرئيس أوهورو كينياتا عن تشبته بتمتين العلاقات بين البلدين، معربا عن يقينه في مواصلة تعزيز هذه العلاقات حتى ترتقي إلى أعلى المستويات في جميع المجالات، مشددا أيضا على الدور الهام الذي يضطلع به البلدان في تعزيز العلاقات بين البلدان الإفريقية. وطالب الرئيس كينياتا من الدكتور المختار غامبو أن ينقل إلى جلالة الملك تحياته الصادقة وتقديره الكبير لشخصه، ومتمنياته بالازدهار المستمر للشعب المغربي، وفي ختام هذا الاستقبال، وجه الرئيس أوهورو كينياتا دعوة إلى جلالة الملك محمد السادس من أجل القيام بزيارة رسمية لكينيا. للإشارة فإن الدكتور المختار غامبو سفير المملكة المغربية بكينيا وسليل منطقة لعسارة بجماعة امهاجر ضواحي مدينة بن الطيب بإقليم الدريوش، بصم على مسار أكاديمي ودبلوماسي بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث عمل أستاذا بجامعة "يال"، كما شغل منصب عضو بالبرلمان الأوروبي، ثم برلمانيا عن إقليم الدريوش، وعضوا بالمكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية. حري بالذكر أن الدكتور المختار غامبو قوبل خلال الشهريين الماضيين بحملة شرسة من طرف بعض المسؤولين الكينين بعدما استطاع طرد مرتزقة البوليساريو من أحد المؤتمرات الدولية بنيروبي وإنزال علمهم. ولم تشفع له هذه الخطوة الوطنية من انتقادات واتهامات مغلوطة من بعض المواقع والجرائد المغربية التي روجت لإشاعات من قبيل أنه أصبح سفيرا غير مرغوب فيه في دولة كينيا، ورفض الرئيس الكيني استقباله، علما أنه من بين خمسة سفراء كانوا ينتظرون تقديم أوراق اعتمادهم منذ شهر أكتوبر الماضي، وهم سفراء فرنسا والسعودية والأردن. واعتبر البعض الأخر أن حصول الدكتور المختار غامبو الذي يحمل كذلك صفة المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة للبيئة والسكن، (اعتبروا) أن حصوله على منصب سفير صاحب الجلالة لا يعكس مؤهلات معينة، بل أرجعوه لعلاقته بإلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.