لا يفتأ الناشط الأمازيغي أحمد الدغرني عن خلق المُفاجآت بآرائه المُثيرة للجدل ورؤيته لعلاقة القضية الأمازيغية بالكيان الصهيوني الإسرائيلي، وكانت آخر الضجّات الإعلامية ما أُفصح عنه اليوم الأربعاء 19 غشت 2009 ضمن تقرير خاص مُقدّم من لدن مجلّة "القُدس برِيسْ" بعد لقاء مع هذا الفاعل. وأورد الدغرني في معرض جوابه على سؤال حول سير العلاقات الأمازيغية مع الكيان الإسرائيلي بأن اعتبرها "إحدى وسائل الدفاع عن النفس، ضد الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغاربية من القوميين العرب ومن بعض المتطرفين الإسلاميين". كما استغلّ الدغرني سؤالا وجّه له حول إمكانية استثمار الجانب الصهيوني لتطوّر حجم هذه العلاقة من أجل تحقيق تطبيعي ولوجي أكثر لدى ساكنة شمال إفريقيا لينفي الأمين العام للحزب الديمقراطي الأمازيغي، المنحل بقرار قضائي بعد دعوى رفعتها وزارة الدّاخلية، أن يكون أمازيغ المغرب العربي هم "بوابة إسرائيل للدخول إلى شمال إفريقيا"، مُنتقدا وفق تقديره الشخصي من يُحاولون جعل الأمازيغيين أكثر فلسطينية من الفلسطينيين أنفسهم بمُساءلتهم عن التطبيع مع إسرائيل حدّ التجريم، إذ أورد بأنّ "السلطة الفلسطينية معترفة بإسرائيل ومطبعة معها، فلماذا سؤال الأمازيغ عن ذلك؟ فهذا سؤال لا محلّ له.. واعتبر الدغرني أنّ إسرائيل موجودة في المغرب تحديدا،ً وفي دول المغرب العربي عبر علاقات رسمية مع دوله القائمة، سواء في المغرب أو الجزائر أو تونس أو ليبيا أو موريتانيا، ولا تحتاج لا إلى الأمازيغيين ولا إلى العرب ليكونوا قنطرة لها في هذه العلاقات، فقنواتها المهمة هي الدول وليست الشعوب. والأمازيغ ليسوا قنطرة لأحد"، قبل أن يختم بالقول: "العلاقات مع الجانب الإسرائيلي أو مع غيره من الدول تمثل مصلحة أمازيغية لمواجهة الاستهداف العربي والإسلامي.. باعتبارهم ليسوا عرباً، وباعتبارهم مقموعين من القوميين العرب والمتطرفين من الإسلاميين؛ لهم مصلحة في تنوّع العلاقات مع الإسرائيليين والهنود والإيرانيين الفرس والماليزيين، لأنّ بعض العرب خططوا لمحو الأمازيغ من الخارطة، لذلك مصلحتنا كأمازيغ مع الشعوب غير العربية بالدرجة الأولى". وقد كان الدغرني قد شارك في وقت سابق، رفقة محمّد موحا ومحمد أجويند ومحمّد بنسعيد وعلي فضول، ضمن ندوة عالمية نُظمت بتل أبيب من لدن منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، وبالضبط بالفترة المُمتدّة من 17 إلى 19 دُجنبر 2007، حيث تواجد الدغرني إلى جانب ممثلي 56 دولة أخرى منها فرنسا وروسيا وإسبانيا وإيطاليا ورومانيا وكوريا الجنوبية واليابان ومصر والأردن، حيث عُبّر ضمن الندوة عن اعتبار إيمازيغن قادة لقاطرة التسامح بين ضفّتي البحر الأبيض المُتوسّط لمُشاركاتهم المُتعدّدة في ندوات عالمية دون خلفيات أو حزازات مُسبقة.