اشتدت المنافسة بين الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها بمدينة مليلية المحتلة يوم 26 مايو الجاري، لانتخاب أعضاء الحاكمين الجدد لمنطقة الحكم الذاتي تحت نفوذ المملكة الإسبانية. وبالإضافة إلى خوان خوسي إمبروضا حاكم مليلية ومرشح الحزب الشعبي الذي تلقى خسارة كبيرة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة باسبانيا، فقد ظهر مشاركون جدد يعول عليهم سكان الثغر المحتل الرافضين لاستمرار "اليمين"، يمثلون أحزابا محلية وأخرى وطنية معروفة كحزب العمال الاشتراكي و بوديموس و فوكس المتطرف. ويطمح مسلمو الثغر المحتل، في تمكين الدكتور مصطفى أبرشان، ذو الأصول المغربية، من الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات القادمة، لاسيما بعدما أنصفه القضاء ومنح له حق الترشح بعدما كانت اللجنة المحلية للانتخابات قد منعته. ويركز أبرشان في حملته الانتخابية فضلا عن مسلمي الثغر المحتل، على كبار السن وأصحاب المقاولات والمشاريع الصغرى، إذ وعدهم في حالة تمكن حزبه الإئتلاف من أجل مليلية من الوصول إلى سدة حكم منطقة الحكم الذاتي، فإنه سيوفر خدمات جديدة توفر الرعاية الصحية للمسنين ومراكز خاصة لطب الأسنان، إضافة إلى التقليص من الضرائب لفائدة التجار الصغار. ويعتبر أبرشان، المغربي الأصل، واحدا من أبرز الخصوم السياسيين لمرشح الحزب الشعبي خوان خوسي امبروضا، ولحزبه الإئتلاف من أجل مليلية قاعدة شعبية هامة، إذ حصد في الانتخابات التشريعية الماضية حوالي 7000 صوتا بالتساوي تقريبا مع حزب العمال الاشتراكي وبفارق ألف صوت عن الحزب الشعبي. من جهة ثانية، وجه منتمون للائحة الاشتراكيين بمليلية، انتقادا لاذعا للحاكم الحالي امبروضا، متهمين إياه بالكذب ومحاولة استمالة أصوات الناخبين بترويج الإشاعات، بعدما قال في تصريح صحافي إن حزب العمال الاشتراكي يريد سجيل القاصرين المغاربة في المدارس لإرضاء مصطفى أبرشان. وهاجم الاشتراكيون الرئيس إمبروضا، معتبرين إياه بسياسي يخلق أجواء التوتر والبلبلة للاستفادة منها، وهذا كله لكي يضمن لنفسه الاستمرار على سدة الحكم بمنطقة الحكم الذاتي مليلية، وهو ما يسعى الجميع إلى القطع معه عبر اعداد برامج انتخابية جديدة يطمحون اقناع الناخبين من خلالها للإطاحة بالحزب الشعبي وتمكين مرشحين جدد من الوصول للسلطة.