شهد السبت الثالث والعشرون من احتجاجات السترات الصفراء في فرنسا اشتباكات وصفت بال"عنيفة" بين المحتجين وعناصر من الشرطة الفرنسية التي حاولت تفريقهم مستخدمة الغازات المسيلة للدموع وقنابل الصوت لترهيبهم. واعتقلت الشرطة نحو 130 شخصا بتهمة إثارة الشغب. كما توقع قائد شرطة باريس ديدييه لالمان في مذكرة صدرت صباح السبت، اشتبكت عناصر الشرطة الفرنسية مع عدد من محتجي "السترات الصفراء" في قلب العاصمة الفرنسية. وقالت الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت إنها اضطرت إلى دفع المتظاهرين باتجاه ساحة الجمهورية وهو المكان المسموح بالتظاهر فيه حاليا. وتصدت عناصر الشرطة مرارا للمتظاهرين مستخدمة قنابل لفض التجمعات على طول جادة كبرى بوسط العاصمة تمتد بين ساحتي الباستيل وريبوبليك، بعدما كانت التظاهرة التي يشارك فيها آلاف الأشخاص تجري حتى ذلك الحين بهدوء منذ انطلاقها قرابة الظهر. وفي تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت باريس، أحصت وزارة الداخلية الفرنسية عدد المشاركين في الاحتجاجات في جميع البلدان الفرنسية بنحو 9600 متظاهر، بينهم 6700 محتج في باريس. ومقارنة بالسبت الماضي ففي التوقيت نفسه وصل عدد المتظاهرين إلى 7500 في جميع أنحاء البلاد ، بينهم 1300 في العاصمة. وقبل أيام من إعلان الرئيس الخميس الإصلاحات المزمعة على ضوء النقاش الكبير الذي نظمته الحكومة في جميع أنحاء البلاد، قامت شرطة باريس حتى الظهر بتوقيف 126 شخصا وبأكثر من 11 ألف عملية تدقيق احترازية، بحسب مركز الشرطة. للمزيد: فرنسا: "السترات الصفراء" ينزلون إلى الشارع "من أجل البؤساء" وعلى الرغم من تحذير السلطات لمثيري الشغب، إلا أن السبت الثالث والعشرين من الاحتجاجات شهد مهاجمة عناصر الشرطة عن طريق إلقائهم بالحجارة وإضرام النار في العديد من صناديق القمامة وعدد غير محدود من الدراجات النارية، وفقا لما أظهرته لقطات تلفزيونية لعشرات المحتجين الملثمين بأغطية رأس سوداء. الإنذار الثاني وذكرت بعض الصحف السبت مذكرة صادرة عن قائد شرطة باريس ديدييه لالمان يحذر فيها من أن "كتلة راديكالية من 1500 إلى ألفي شخص تتألف من محتجين متطرفين وعناصر من الحراك الاحتجاجي" قد تسعى لزرع الفوضى في العاصمة الفرنسية. غير أن مسؤولا في الشرطة أوضح أن يوم المظاهرات الجديد هذا الذي أعلن المحتجون أنه سيكون بمثابة "تحذير" ثان للحكومة بعد تحذير 16 آذار/مارس، سيكون "أقل شدة بقليل".