نظم مجلس جماعة ميضار، في إطار اللجنة التعليمية المحلية، أمس السبت 15 دجنبر الجاري، بمقر دار الطالبة، يوما دراسيا، تحت شعار "الأسرة والمدرسة؛ معا من أجل ترسيخ قيم المواطنة"، والذي أشرف على تأطيره أكاديميين وفاعلين تربويين، وسط حضور وازن لعدد من المهتمين والمتدخلين، ورجال ونساء التعليم، وأطر وموظفي المديرية الإقليمية للتعليم. وتميز ذات اليوم الدراسي، بحضور رئيس دائرة الريف، ورئيس مجلس جماعة ميضار، عبد السلام الطاوس، وأعضاء بالمجلس، ورئيس هيئة المساواة وتكافؤ الفرص بالجماعة، أسامة الباز، ورئيس المجلس الإقليمي للدريوش، عبد المنعم الفتاحي، وأعضاء بالمجلس الإقليمي، إلى جانب المستشار البرلماني الطيب البقالي، والمدير الإقليمي لوزارة التربية والتكوين بالنيابة، وشخصيات مدنية وعسكرية، بالإضافة إلى عدد من الآباء وأولياء التلاميذ، والمهتمين بالشأن التعليمي والتربوي. واستهل برنامج اليوم الدراسي، الأول من نوعه الذي تفعله أول لجنة تعليمية على مستوى الجماعات الترابية بإقليم الدريوش وجهة الشرق، بكلمة رئيس مجلس جماعة ميضار، بوصفه رئيس اللجنة التعليمية المحلية، عبد السلام الطاوس، والتي رحب من خلالها بالفاعلين الحاضرين، مشيرا إلى أن ترسيخ موضوع التربية على قيم المواطنة في الأسرة والمدرسة، يعد من انشغالات وأولوية اللجنة التعليمية المحلية، لما يشكله من حافز في إنتاج الخطاب المؤطر للسلوك والمعاملة، وبناء المواطن. وأشار الطاوس أيضا، إلى أن موضوع اليوم الدراسي من منظوره التربوي، يستهدف الناشئة الصاعدة وأجيال الحاضر والمستقبل، مؤكدا أن كل المؤسسات والهيئات المدنية والحقوقية مطالبة بتضافر الجهود لتكريس قيم المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكونها أساس البناء السياسي والاجتماعي للدولة، مستشهدا بدستور 2011 الذي تضمن إعلانا صريحا عن تبني قيم المواطنة والسلوك المدني، مختتما بكون مؤسسة الأسرة والمدرسة لهما دور أساسي أيضا في ترسيخ أبجديات ذات القيم لدى الناشئة. وفي ذات السياق، شكلت الأسئلة المحورية المتعلقة بالأدوار المنتظرة من الأسرة والمدرسة، وبالخصوص في إرساء دعائم المواطنة والسلوك المدني، والصعوبات والتحديات في ترسيخ الأسرة والمدرسة لقيم المواطنة والسلوك المدني، (شكلت) منطلق محاور اليوم الدراسي، حيث تمحورت مداخلة الدكتور علي أمزيان، أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، حول موضوع الحياة المدرسية وأثرها في الحد من ظاهرة العنف، والتي أكد من خلالها على أن تمكين قيم المواطنة داخل الناشئة لا يمر إلا عبر المدرسة، وذلك من خلال التغلب على عقبة العنف المدرسي بشتى أشكاله. وضمن أشغال ذات اليوم الدراسي، ومن منطلق تحديد أدوار جميع المتدخلين في ترسيخ قيم المواطنة، فقد تمحورت مداخلة الدكتور فريد أمعضشو، حول الأسرة كرافد للمدرسة في إشاعة قيم المواطنة، حيث أكد على أن إشاعة القيم الوطنية منوطة بعدد من الجهات والأطراف، وليس بالمؤسسات التعليمية فقط، مشيرا إلى أن الجميع ملزم بترسيخ قيم المواطنة وإشاعتها وغرسها في صفوف الناشئة والشباب، خصوصا في الوقت الراهن الذي يشهد تراجعا خطيرا في أجرأة الخطاب القيم على مستوى السلوك والممارسة، يضيف أمعضشو، مشيرا إلى أن المدرسة لها دور في المظاهر المعكوسة التي نلاحظها في الشارع والفضاءات العامة، داعيا إلى تخليق المدرسة وإشاعة قيم المواطنة والأخلاق الفاضلة. ومن زاوية أخرى، تطرق الأستاذ محمد الهشمي، مدير الثانوية التأهيلية الأمل بميضار، إلى دور جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، مشيرا إلى أن الأسرة المؤسسة التربوية الأولى التي تؤثر في الطفل، وتهيئته لولوج عالم المدرسة، داعيا الآباء والأمهات إلى مسايرة أبنائهم في مسيرتهم الدراسية منذ ولوجهم إلى المؤسسة التعليمية إلى غاية تخرجهم، مؤكدا في الصدد ذاته على أن الآباء والأمهات مجبرين أكثر من أي وقت مضى على معرفة أدوارهم وطبيعة علاقتهم بالمؤسسات التعليمية بالنظر لما يعرفه المجتمع من تحولات متسارعة تلقي بتأثيرها الكبير على المتعلم.ذ واختتمت مداخلات مؤطري اليوم الدراسي، بمداخلة الأستاذ مولود الباز، مدير مجموعة مدارس موسى بن نصير، حول "المدرسة االمواطنة"، والتي تطرق من خلالها ماهية المدرسة وعلاقتها الجدلية بالأسرة، حيث عرج على دور المدرسة في ترسيخ قيم المواطنة في وجدان وذهنية المتعلم، مشيرا إلى أن أهمية تربية الأطفال على المواطنة وحقوق الإنسان ملقاة على عاتق المؤسسة. ومن جهة أخرى، شهدت فعاليات اليوم الدراسي، الذي أشرف على تسيره الأستاذ محمد ايت كرو، نقاشا وردود من طرف الحضور، الذين تفاعلوا من محاور المداخلات، والتي خلصت إلى رفع عدد من التوصيات التي ستعمل اللجنة التعليمية المحلية على إصدارها، بعد الورشتين اللتان تم تنظيمها على هامش ذات اليوم الدراسي، حول موضوعي رهان المجتمع على المدرسة، والأسرة والمدرسة ودورهما في ترسيخ منظومة القيم. وفي الختام شهدت فعاليات اليوم الدراسي، مداخلة لكل من رئيس المجلس الإقليمي للدريوش، عبد المنعم الفتاحي، والمستشار البرلماني، الطيب البقالي، واللذان ثمنا مجهودات مجلس جماعة ميضار في مختلف المجالات، خصوصا تلك التي لها وقع مباشر على مكونات المجتمع والساكنة، مؤكدين دعمهما كل من موقعه لكل المبادرات المحلية ذات الصلة.