لم أتوقع يوما أن يتحول الحي إلى حديقة حيوان صغيرة، تضم مجموعة من الكلاب الضالة، تملأ الشوارع، تتجول، تزعج المارة والسكان، تبعثر القمامة التي تملأ المكان، تُرعب الأطفال، تغتصب أحلامهم في اللعب والمرح، وتطرد الراحة من مخيلة الكبار والعحزة والمرضى من السكان! فلا راحة ولا نوم مُتاح في الليل بفعل هذه الكلاب السائبة التي تقض مضاجع الحي بنباحها، الذي لا ينقطع.. تنتشر هذه الكلاب الضالة فارضة نفسها ومنطقها وفارضة الهلع والذعر على نطاق واسع في الحي.. وهو ما أثار حفيظة وسخط السكان، وخاصة أن هذه الأخيرة تهدد المارة والأطفال لدى تنقلاتهم لتجولها بطلاقة، ناهيك عن الأمراض التي تحملها، دون تحرك السلطات المعنية لكبح انتشارها، لتصبح بالتالي جزءا من يوميات المواطنين.. تعترض طريقهم بانتشار عدد كبير منها بالطرقات، فارضة نفسها ومنطقها وفارضة الهلع والذعر وسط الأهالي المنتظرين نزول قوة "ما" تقوم بتمشيط الحي لإيواء هذه الكلاب الضالة التى ملأت الشوارع أو لإعدامها.. وحتى الأطفال أصبحوا يرفضون النزول للشارع خوفا من تعدي الكلاب عليهم، خاصة وأن هذه الكلاب تجوب شوارع الحي بالليل والنهار، ما يخلف العديد من المتاعب والمشاكل للقاطنين.. تعترض سبيلهم خلال فترات من الليل، خاصة خلال فترات الصباح الأولى، حيث تتجمع هذه الكلاب في زوايا الشوارع والأحياء. وقد عاينتُ الأمر بنفسي، اعتراض الطريق نهارا، نباح حاد طوال الليل كما شاهدت عددا من المصلين وهم يصادفون كلابا بأعداد كبيرة أثناء ذهابهم لأداء الصلاة خلال الليل وعند الفجر . والغريب في الأمر أن هذا الحي تتواجد فيه إدارات كثيرة بل أن الحي يُسمى أصلا ب:"الحي الإداري"، ومأوى هذه الكلاب هو جنبات واطراف من مركز تسجيل السيارات بالمدينة، والأغرب أن الأمر يقع أمام أعين المسؤولين، سواء على المستوى المحلي من مجالس بلدية المدينة او سلطات محلية ،الخ..الخ.. ولا أحد يحرك ساكنا! ومن جهتهم يطالب سكان الحي المسئولين ان يتقوا الله في المدينة والمواطن، هذا المواطن الذي اصبح يتعرض لكل انواع العذاب، لافتا ما مرة إلى ان المدينة اصبحت مدينة يتيمة بلا مسئولين بعد ان اختلط فيها الحابل بالنابل وعمت الفوضى واللامسؤولية في كل مكان من اسواق ومواقف عشوائية و نفايات وحفر وإلى انتشار الكلاب الضالة والقطط والباعة الجائلين وتراكمات القمامة حتى اصبحت المدينة لاتطاق فمتى يستيقظ ضمير المسئولين.؟