على نحو غير مسبوق تواصل درجات الحرارة ارتفاعها في عدة دول أوروبية؛ بسبب بؤرة من الضغط المرتفع ما زالت جاثمة على مناطق واسعة وسط وغرب وجنوب غرب أوروبا. وفي مشهد تاريخي سجلت درجات الحرارة ارتفاعًا غير مسبوق وصل إلى 46 درجة مئوية في البرتغال، كما تسببت الحرارة المرتفعة في إذابة الأسفلت بدول أوروبية أخرى. موجة الحر تشعل الغابات ففي جنوب إسبانيا ضربت موجة الحر بعنف وتسببت بمقتل 3 أشخاص، ووصلت درجة الحرارة إلى 44 في مدينة قرطبة الساحلية، كما اندلعت الحرائق في مناطق حدودية مع فرنسا تسببت في إغلاق الطريق الدولي الذي يربط البلدبن. وفي البرتغال لم يكن الأمر أفضل حالًا، إذ تسببت الحرارة القياسية في اندلاع عدة حرائق في مناطق مختلفة بالبلاد، حيث اندلع حريق في الغابات بمنطقة مونشيك الجنوبية على جبهتين جراء بلوغ درجة الحرارة "46 درجة مئوية تبدو كأنها 50 درجة" مع انخفاض مستوى الرطوبة في الجو. ويحاول ما يقارب من 700 عنصر إطفاء الحريق بمساعدة عشر طائرات ومروحيات ترش المياه. وفي لشبونة، أغلقت السلطات ساحات الألعاب، ودعت الناس إلى تجنب النزهات والأنشطة الخارجية. وتم فتح مراكز إيواء للمشردين في وقت سابق السبت؛ للسماح لهم بالاحتماء من الحرارة المرتفعة. كلاب بأحذية أم في النمسا، فتسببت درجات الحرارة التي لم يسبق للبلاد أن شهدت مثيلًا لها، في اتخاذ شرطة النمسا تدابير احترازية تمثلت بتزويد الكلاب البوليسية التي سترافق الشرطة خلال بطولة لكرة الطائرة الشاطئية بأحذية خاصة تجنبها حرارة الرمال المؤذية. وقالت الشرطة إن هذه الكلاب ستسير على أسطح معرضة للشمس على مدار ساعات، وقد تصل درجة حرارة تلك الأسطح لما يزيد عن 50 درجة مئوية كفيلة بحرق أرجلها. ذوبان الأسفلت أما المشهد الذي كان بارزًا في هولندا نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، هو ذوبان الأسفلت، في مشهد عادة ما نراه في دول صحراوية اعتادت على ارتفاع درجات الحرارة في عز الصيف. وعمدت السلطات الهولندية على قطع أغصان أكثر من مئة شجرة محاذية للطريق الرئيسي في مدينة زفوله خوفًا من تكسرها وإعاقة حركة المرور نتيجة يباسها بسبب الحرارة الشديدة. أغلاق مفاعلات نووية وتسببت موجة الحر في فرنسا إلى أغلاق 4 مفاعلات نووية على نهري الراين والرون، بسبب ارتفاع درجة حرارة مياهها التي تستخدم لتنظيم حرارة تلك المفاعلات المستخدمة لتوليد الكهرباء. ويتوقع أن تشتد موجة الحر التي تضرب فرنسا اليوم الأحد، وقد تصل درجات الحرارة لبداية الأربعينيات في عدة مناطق لا سيما جنوب البلاد، مع توقعات أن تصل إلى 37 درجة مئوية في وادي الرون. تحذيرات صحية وفي إيطاليا تواصل السلطات إصدار نشرات تحذيرية من التعرض لأشعة الشمس، وسط أنباء عن وفاة امرأة تبلغ التاسعة والسبعين من العمر؛ نتيجة تعرضها لضربة شمس على شاطئ في منطقة ليغوريا شمال غرب البلاد. ويواجه الأشخاص المصطافون في إيطاليا أحوالًا سيئة، فالحرارة العالية تلاحقهم أينما توجهوا. ففي الشمال والوسط موجة حر خانقة وفي الجنوب جو عاصف. وبالتزامن مع موجة الحر نشرت رابطة بيئية تدعى "ليغامبينتي" تقريرًا يكشف عن أن عدد الوفيات نتيجة موجة الحر في إقليم لاتسيو الذي يضم العاصمة روما وصل إلى 7700 شخص منذ العام 2000.