جدي الله يرحمو، كان من مؤسسي حركة المغرب الحرّ في نهاية الخمسينيات، واللي أسسوها بالريف مجموعة من الوطنيين الريفيين، كردّ فعل على حزب الاستقلال اللي بغا يستحوذ على الحكم، واللي كانت علاقتو بمولاي موحند متوترة بزاف.. وكان أيضا من أعضاء المجلس الأعلى للقيادة العامة ديال الهيئة الريفية واللي كان الرئيس ديالها هو عمّ والدي المهدي بوديح رحمه الله (انظر في كتاب الهيئة الريفية الصادر مؤخرا)، وسبق ان استقبل بيتنا بأعاروي المقاوم حدو أقشيش ومجموعة من القيادات ديال المقاومة الريفية قبل وبعد الاستقلال... جدي الله برحمو، كانت عندو ثقافة موسوعية، ومستوى ثقافي عالي، بحكم أنه من الجيل الاول اللي درس بكلية اصول الدين بتطوان ويتقن اللغة الاسبانية والعربية وتقلد مناصب مهمة خلال فترة الوجود الاستعماري: ممثل المسلمين لدى القيادة العسكرية بالناظور، زيادة على أنه زار دولا كثيرة هو وجدتي وفي سيارته الخاصة: كل الدول العربية والشمال إفريقية بدون استثناء ودول أروربا الشرقية والغربية، زيادة على الاتحاد السوفياتي سابقا... كنت ألازمه كثيرا لأنه كان مُلّماً بشكل كبير جدا بمجموعة من المعطيات التاريخية والأحداث السياسية، بحكم أنه كان برلمانيا لولايتين عن حزب الشورى والاستقلال... منين كنت أناقش معه في السياسة خصوصا المغربية، كان دائما ينطق نفس الجملة "الرباط مبغاتش تفهم شنو هو الريف"، وأنا النجار البسيط سأردد نفس اللاّزمة لأن صلاحيتها لم تنتهِ بعد! ملحوظة: الصورة أسفله تعود للمقاوم "امحمد علال بوديح"، عضو مؤسس للهيئة الريفية، وعضو مؤسس لحركة المغرب الحر بالريف، ممثل المغاربة المسلمين بالناظور خلال فترة الاستعمار الاسباني، أول برلماني عن إقليمالناظور.