بعد نشر المندوبية السامية للتخطيط نتائجها الخاصة بالبحث الوطني حول التشغيل، توالت التعليقات التي صاحبت مجموعة من الأرقام الصادمة المتعلقة بسوق الشغل في المغرب، خصوصا التي خصت نسبة البطالة عند الشباب والنساء و لدى حاملي الشواهد العليا على مستوى جهة الشرق كذلك، استقبل الرأي العام نتائج البحث بكثير من القلق خصوصا فيما يتعلق بنسبة البطالة التي بلغت 17,1% وهي ثاني أعلى نسبة وطنيا بعد جهة كلميم-واد نون، أي بفارق 7 نقط مئوية عن المعدل الوطني الذي بلغ 10,2% لكن نسبة البطالة لا يمكن أن تفسر لوحدها وضعية سوق الشغل وتحدد رتبة الجهة وطنيا، فالنتائج التفصيلية لبحث المندوبية تخبئ أرقاما أشد خطورة وتنذر بمشاكل عميقة يعيشها سوق الشغل بجهة الشرق تجعلها الأولى وطنيا من حيث العطالة عن العمل، نرصد أهمها في هذا المقال : الرقم الأول : نسبة NEET من بين المؤشرات الرئيسية التي نقترح تناولها والتي تسمح بفهم إمكانيات الشباب غير المثمنة بما فيه الكفاية والمؤهل لشغل مناصب عمل، هو معدل الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة الذين لا يعملون وليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين (NEET) في هذا الصدد، جهة الشرق تعرف النسبة الأكثر ارتفاعا على المستوى الوطني حيث بلغت 34,4% (16,8% لدى الرجال و53,6% لدى النساء)، فيما وصل هذا المعدل إلى 29,3% من بين مجموع الشباب على المستوى الوطني، 13% لدى الرجال، و46% لدى النساء الرقم الثاني : نسبة البطالة الجزئية أو الشغل الناقص الشغل الناقص تعني الحالة التي يمارس فيها الشخص عملاً، ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد أو المرغوب، حيث تفتقر من حيث الكم و من حيث الكيف للشروط التي يتوفر عليها شغل قار من راتب أو أجرة و حقوق أخرى مرة أخرى، الجهة الشرقية تعرف معدلا مرتفعا في هذا التصنيف بوأتها المرتبة الثالثة وطنيا بنسبة 12,7%، في حين أن المعدل الوطني لا يتجاوز 9,8% الرقم الثالث : مساهمة حجم البطالة مقارنة بالوزن الديمغرافي حينما تكون مساهمة جهة ما في حجم البطالة أكبر من وزنها الديموغرافي من حيث الساكنة في سن النشاط فإن هذا يدل على صعوبة الولوج لسوق الشغل في ذات المجال الترابي، فيما نسبتي الإدماج والتشغيل تكونان في أدنى مستوياتهما في هذا الإطار كذلك، تحتل الجهة الشرقية المرتبة الأولى وطنيا بفارق مطلق يبلغ 4,3 نقطة، والثالثة وطنيا من حيث تمركز عدد العاطلين بنسبة 11,3% الرقم الرابع : البطالة في المجال القروي ما يميز سوق الشغل بالمغرب أن ظاهرة البطالة مرتبطة بالأساس بالمجال الحضري، حيث تعرف نسبة البطالة في القرى معدلات منخفضة نظرا لفرص الشغل التي ينتجها قطاع الفلاحة لكن البطالة في جهة الشرق لا تعرف استثناء، بحيث تنتشر العطالة بشكل أكثر حدة في الوسط القروي بتسجيلها لمعدل 11% والذي يعتبر الاول وطنيا كذلك، أي ما يمثل حوالي ثلاثة أضعاف معدل البطالة المسجل بالوسط القروي على المستوى الوطني ( 4 %) الرقم الخامس : البطالة لدى فئة 45 سنة فأكثر يعتبر الشباب الفئة الأكثر تضررا من البطالة في المغرب، ويتقلص معدل البطالة كلما تقدمنا في السن، لذلك تعرف الفئات العمرية العليا نسب بطالة شبه منعدمة نسبيا لكن البطالة في جهة الشرق لا تعرف الوسط ولا السن، حيث يبلغ معدل البطالة بالنسبة للفئة العمرية 45 سنة فأكثر 7,1% ما يجعله الاول وطنيا، حيث يعادل ثلاثة أضعاف المستوى الوطني الذي لا يتجاوز 2,5%، ويكاد هذا المعدل أن ينعدم بجهتي العيون-الساقية الحمراء وطنجة-تطوان-الحسيمة الرقم السادس : نسبة البطالة لدى الأشخاص بدون شواهد بغض النظر عن المستوى الجغرافي، تزداد البطالة مع تحسن مستوى التعليم والتكوين في المغرب. وفعلا، ينتقل معدل البطالة على المستوى الوطني من 3,8% بين غير الحاصلين على شهادة إلى 15% بين الذين لهم شهادة من مستوى متوسط و23,3% بين الذين لهم شهادة من مستوى عال. لكن دائما الجهة الشرقية لا تعرف الاستثناءات، حيث يسجل مجالنا الترابي معدلا جد مرتفع حتى بالنسبة للفئة التي ليست لها أية شهادة حيث بلغت 10,8%، وذلك بفارق سبع نقط عن المعدل الوطني مما يبوأ جهة الشرق الصدارة وطنيا في هذا التصنيف كذلك