في واقعة خطيرة، عاشت سيّدة ثمانينية تفاصيلها المرعبة خلال اليومين الماضيين، بعد تعرضها للاختطاف من داخل المستشفى "الحسني" بمدينة الناظور، على يد عاملة وعامل في "النظافة" بذات المركز الإستشفائي، قبل أن يُخلى سبيلها، بعد سرقة ممتلكاتها الخاصة، من أوراق ثبوتية وهاتفٍ نقال ومبلغٍ مالي، بالإضافة إلى حاجيات أخرى. ووفق ما رواه ل"ناظورسيتي" مصدرٌ واكب أطوار النازلة عن كثب، فإن السيدة المسنة تُقيم بمدينة "نيس" بالديار الفرنسية، وقد قدِمتْ إلى مدينة طنجة بغرض بيع منزل شاغرٍ يعود في ملكية نجلها بعدما وافته المنية، قبل أن تقصد مدينة الناظور بغية زيارة أحد أقربائها (إبنة شقيقتها)، ومنها عودة أدراجها جوّا صوب فرنسا من مطار العروي. وبعد حلولها بالناظور، شرعت السيدة التي كانت بمفردها، في البحث عن محل سكنى إبنة شقيقتها، للاهتداء إلى عنوانه، مما أصابها من جراء التعب إرهاقٌ شديد أدخلها في حالة إغماءة، نُقلت على إثرها إلى المشفى المركزي قصد إسعافها، قبل أن تُخبر بمبتغاها إحدى المستخدمات، وهو ما إستغلته الأخيرة فقامت بالإتفاق مع عامل النظافة على أساس اِختطافها من أجل السطو على حاجياتها التي أرفقتها المستهدفة. وقام الجانيان باستدراج فريستهما، بحيث اِستفردا بها في منطقةٍ معزولة عن الأنظار بحيّ "الريكولاريس"، وشرعا في تجريدها من كلّ ما بحوزتها، من ذلك أوراق الإقامة الفرنسية ومبلغٍ مالي وهاتف محمول، علاوة على أغراض مختلفة ثمينة، قبل أن يتم إخلاء سبيلها بين أزقة الحيّ، حيث عثر عليها مواطنون في حالة يرثى لها، ما دفعهم إلى ربط الاِتصال ب"فاعل خير"، سارع بدوره إلى إخطار مصالح الأمن بحيثيات النازلة. وعقب تحرير شكايتها لدى المصالح المختصة، ضدّ المشتبهين فيهما، حركّت العناصر الأمنية مسطرة التحريات بحثا عن الجنّاة المفترضين، في حين قادت الصدفة وحدها فاعل الخير الذي استضاف الضحية بمنزل أسرته للمبيت، إلى تحديد هوية عامل النظافة، بعدما تمكنت ممرضةٌ بالمستشفى المذكورة آنفا، من التعرف على ملامحه البادية عبر شريطٍ موّثقٍ بواسطة كاميرا المراقبة لأحد المنازل ب"حي الركولاريس"، أثناء القيام بجريمته رفقة شريكته. وبمجرد إمساكه برأس الخيط، سارع فاعل الخير، إلى إبلاغ مركز الأمن، بحيث أدلى بمكان تواجد أحد المتورطين، لتهرع عناصر الشرطة على إثر ذلك، إلى المكان المحدّد وتلقي القبض على المتهم، قبل أن يتم اقتياده إلى مخفر الأمن للتحقيق معه، بغية الوصول إلى شريكته الثانية الضالعة في جريمة "الاختطاف والسرقة"، في حين أفلح نداءٌ كان "فاعل الخير" قد عمّمه عبر الموقع الافتراضي "فايسبوك"، في عثور المسّنة على أقربائِها بالناظور الذين سارعوا إلى احتضانها. ملحوظة: "فاعل الخير" المعني، هو حلاق ناظوري يدعى "إلياس"، وكان قد أطلق منذ شهرين مبادرة إنسانية "ضد التشرد" ومايزال يواصل خرجاته.