لم يكن "لغزاوي" وهو تاجر في عقده الخامس من العمر، يقيم بمدينة مليلية المحتلة وينحدر من دوار "تغزوت" الواقع داخل مجال تراب جماعة "إحدادن" بإقليم الناظور، يدرك أن قيامه بعملٍ إنساني إزاء شخصيْن اِسْتجْدَيَاه على قارعة الطريق ليُقِّلهما من حاسي بركان صوب مدينة الناظور، سيتحوّل إلى جريمة شنعاء كادت تزهق فيها روحه لو لا أنْ قضَتْ أقدار السماء بأن ينجو من موتٍ محقق بأعجوبة. وتعود تفاصيل الواقعة، وفق المعطيات المتوفرة لدى موقع ناظورسيتي، إلى عشية اليوم الأربعاء 3 ماي الجاري، عندما هَمَّ لغزاوي بالرجوع إلى مدينة الناظور، ومنها التوّجه إلى منزله بالدوار السالف الذكر، بواسطة سيارته المرقمة بإسبانيا، بعدما قضى حوائجه ببلدة حاسي بركان، قبل أن يستوقفاه شابان في مقتبل العمر وأقّلهما، في حين لم يُدرك أنه وضع نفسه بين مخالب مجرميْن قاما بتصفيد يديْه ورجليْه بواسطة حبل واِحتجزاه داخل سيارته من نوع "سيتروين". وبعد اِحتجاز الضحية، قام الجانيان بسياقة عربته باتجاه حاضرة الناظور، إلاّ أن نفاذ وقود العربة دفعهما إلى التخلص منها، وذلك بإلقائها أسفل قنطرة على مستوى وادٍ بدوار "تغزوت" وهي منطقة خلاء، بينما الضحية كان مصفداً ومحتجزاً داخلها، ممّا كاد يُسفر عن هلاكه بعد إصابته بجروح غائرة وإصابات بليغة في مختلف أنحاء جسده وُصفت بالخطيرة. وبحسب المعطيات ذاتها، فقد شاءت ألطاف السماء أنْ تتناهى صرخات الضحية المنبعثة من السيارة، إلى مسامع مواطنين مرّوا من حسن الحظ فوق القنطرة عينها، بحيث سارعوا إلى إخطار مصالح الأمن التي حضرت عناصرها على التوّ للقيام بالمتعين، من ذلك مباشرتها تحرِّياً أمنياً بخصوص النازلة بهدف تحديد هوية الفاعليْن والوصول إليهما، فيما نقل رجال الوقاية المدنية الضحية إلى المستشفى المركزي بالناظور، بغية إسعافه.