أحيت زاوية الشرفاء عين السعود للطريقة العيساوية المعروفة بزاوية سيدي مَحمد اعيساوي الكائنة بدوار امرابطا جماعة بني شيكر ذكرى عيد المولد النبوي الشريف الذي تقيمه كل سنة، حيث انطلق الحفل التقليدي بمسيرة دينية حاشدة للفرق الصوفية انطلقت من جميع أنحاء بني انصار فرخانة وبني شيكر في اتجاه الزاوية وحمل المشاركين في المسيرة الذين حجوا بكثافة من الإقليم وخارجه الأعلام التراثية الدينية التي كتب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله ورايات خضراء ولافتات بمناسبة ذكرى عيد المولد. وجابت المسيرة مختلف الأحياء وصولا إلى دوار طرارة وبالأخص ضريح سيدي عثمان حيث قدمت عروض وإيقاعات على وقع قرع الطبول والبندير، كما قدمت عروض خاصة بالفرق الصوفية ثم توجهت بعد ذلك إلى زاوية سيدي مَحمد اعيساوي حيث خصص لها استقبالات للزوار والفرق الصوفية من طرف شيخ الزاوية مولاي مَحمد الورياشي وباقي عائلة الشرفاء وتبادل في ما بينهم التهاني بمناسبة العيد مباشرة. بعد ذلك قدمت الفرق الصوفية رفقة مقدميها عروض بالمناسبة وشغل الجانب الإيقاعي حيزا مهما في الأناشيد العيساوية حيث ترافق هذه الألحان دقات آلات موسيقية من قبل الطبول والبندير وآلة المزمار إضافة إلى آلة الناي ومما أضفى جمالية على هذا الحفل تلك الرقصات المنظمة حيث يقف أعضاء الفرق العيساوية في صف واحد ويتمايلون في حركات من الأمام إلى الوراء وتسمى الحضرة. وتعتبر ذكرى عيد المولد النبوي الشريف عيد كباقي الأعياد الدينية الأخرى التي دأبت العائلات المغربية بصفة عامة وساكنة بني شيكر بصفة خاصة على إحيائها منذ أجيال بأمسيات من الذكر والسماع والأناشيد الصوفية . وجدير ذكره أن زاوية الشرفاء عين السعود تعتبر من بين أقدم الزوايا بالمنطقة حيث دأبت منذ عقود من الزمان على احتفالات دينية متميزة يشهدها رحاب الزاوية التي تحييها طوائف صوفية من أتباع الطريقة العيساوية ، بتوافد مريدو الزاوية العيساوية كل سنة، من مختلف مناطق المغرب ، عليها للمشاركة في الحفلات التقليدية المخلدة لذكرى مولد الرسول الكريم. ولازالت زاوية عين السعود على امتداد دول شمال إفريقيا قائمة الذات وتشكل مرتعا لمريدي الطريقة الذين يشكلون بدورهم طوائف عدة داخلها وهي تلعب دورا مهما في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي .