أحالت فرقة الشرطة القضائية بمنطقة أمن مهدية بالقنيطرة، على النيابة العامة، الأربعاء الماضي، حارسا عاما بثانوية إعدادية بحي الحدادة، بتهم تتعلق بالتغرير بقاصرات، بعدما أجرت الضابطة القضائية بالدائرة الأمنية الخامسة وفرقة الشرطة القضائية، بداية الأسبوع الجاري، أبحاثا ميدانية، واستمعت إلى مدير المؤسسة التعليمية في محاضر رسمية، وإلى القاصرات بحضور أولياء أمورهن. وحسب يومية "الصباح"، واستنادا لمصدر مقرب من دائرة التحقيقات الأمنية، فالفضيحة تفجرت حينما حاولت تلميذة من مواليد 2002 الانتحار بعد منعها من اجتياز اختبار شفوي في اللغة العربية بعد أن ضبطتها أستاذة المادة تستعمل هاتفا محمولا داخل حجرة الدرس. وأثناء الاستماع إليها، صرحت أن الحارس العام يتحرش بها جنسيا، قبل أن تكشف عن أسماء تلميذات أخريات يتعرضن للتحرش بإيحاءات جنسية من قبل الإطار التربوي المشتبه فيه. واستنادا إلى المصدر ذاته، تبين أن قاصرا أخرى من مواليد 2004 تقدمت عائلتها بتظلم إلى مدير الثانوية الإعدادية، إذ كشفت التلميذة لوالدتها أن الحارس العام يرغب في ربط علاقة عاطفية معها، وهو من مواليد 1961، كما استمع المحققون بالدائرة الأمنية الخامسة إلى تلميذة ثالثة، أكدت في معرض تصريحاتها أن الحارس العام يتحرش بهن ويضايقهن داخل المؤسسة بتوجيه عبارات توحي بالجنس، فيما رفضت تلميذات بالمؤسسة نفسها الحضور إلى مقر الشرطة القضائية للاستماع إليهن في الموضوع. وأمرت النيابة العامة بتعميق البحث في الموضوع وأحالت الدائرة الأمنية الملف برمته على فرقة الشرطة القضائية، التي استدعت مدير المؤسسة التعليمية واستمعت إليه، فأكد أنه بلغ إلى علمه أن تلميذات يشتكين من الحارس العام، وأن بعضهن تقدمن إلى مكتبه لتقديم تظلمات في الموضوع، واعتمد المحققون على روايته أثناء الأبحاث التمهيدية. وأثناء الاستماع إلى الحارس العام، أكد أمام محققي الشرطة القضائية أن هذه الاتهامات كيدية وأن سببها يعود إلى تشديده على ارتداء الزي المدرسي الموحد خلال دراستهن بالمؤسسة التعليمية، وظل ينفي أثناء مواجهته بهن جملة وتفصيلا الاتهامات المتعلقة بالتغرير بهن والتحرش الجنسي، وأمرت النيابة العامة بإحالته عليها في حالة سراح مؤقت، قصد استنطاقه في الموضوع، وتقررت متابعته جنحيا. ومن المحتمل أن يمثل الحارس العام في الأيام القليلة المقبلة أمام هيأة المحكمة للنظر في الاتهامات المنسوبة إليه، بعدما استمع وكيل الملك بدوره إلى المشتكيات بحضور أولياء أمورهن.