الاتحاد الأوروبي وإسبانيا يحذران من وجود مافيا إجرامية متخصصة في تهريب البشر، تلجَأ إلى النصب والاحتيال على القاصرين المغاربة، من خلال تقديم وعود لهم بنقلهم إلى إسبانيا على متن قوارب صيد مؤمنة، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 30 و40 ألف درهم، قبل أن يكتشفوا لحظة الإبحار أنهم مجبرون على ركوب "قوارب موت" مهترئة. في هذا الصدد، تمكن وحدات محاربة الهجرة والتزوير الإسبانية بتنسيق مع وكالة مراقبة الحدود الأوروبية "فرونتيكس"، من تفكيك منظمة إجرامية متخصصة في التهريب السري للبشر، خاصة القاصرين المغاربة، حسب بلاغ للأمن الإسباني. المصدر ذاته، أشار إلى أن التحقيقات في تهريب القصر المغاربة، بدأت في أواسط شتنبر الماضي، عندما أنقذ خفر السواحل الإسبانية ستة مغاربة من بينهم 4 قاصرين كانوا على متن قارب مطاطي، إذ تبين للمحققين أن القاصرين دفعوا 40 ألف درهم للمنظمة. القاصرين أوضحوا أن عناصر المافيا أخبروهم أنه سيتم نقلهم إلى إسبانيا على متن قوارب صيد، لكن عندما دقت ساعة الإبحار في الساحل، اكتشفوا أن الأمر يتعلق فقط بقارب مطاطي. البلاغ أشار إلى أنه أسبوع بعد حادثة القاصرين ال4، تم اعتراض سبيل قارب موت على متنه 27 مغربيا، قبل أن يتم اكتشاف أن من بينهم 20 قاصرا، هؤلاء أخبروا المحققين أنهم دفعوا ما بين 30 و40 ألف درهم لأفراد الشبكة. هذا وتم إلى حدود الساعة اعتقال ثلاثة مهربين فقط، حيث سيحالون على القضاء، في انتظار الوصول إلى كل أفراد المنظمة. في نفس السياق، أوضح تحقيق مواز لصحيفة "إلموندو"، أن القاصرين المغاربة هم أكبر ضحايا شبكة تهريب القصر إلى إسبانيا انطلاقا من شمال إفريقيا، مبرزا أن أغلب هؤلاء يتم نقلهم من الجنوب الإسباني إلى إقليم الباسك. وأضاف أن أغلب القاصرين الذين يصلون إلى بلاد الباسك تتراوح أعمارهم ما بين 11 و17 ربيعا، مبينا أن 70 في المائة منهم ينحدرون من المغرب، و15 في المائة من الجزائر، والباقي من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأشار، كذلك، إلى أنه مركز إيواء "بيثكايا" استقبل وحده 247 قاصرا (70% مغاربة) خلال شهري يوليوز وشتنبر الماضيين، مقابل 91 قاصرا غير مصحوب خلال نفس الفترة من السنة الماضية.