قبل يومين من الاستفتاء على استقلال كاتالونيا الذي منعه القضاء الإسباني، يعلن القادة الانفصاليون المصممون على المضي قدماً في خطتهم، إجراءات الاقتراع بينما تُضاعف مدريد عمليات الدهم والتهديد بفرض عقوبات على المنطقة. وأكد رئيس هذه المنطقة، الواقعة في شمال شرقي إسبانيا، كارلس بيغديمونت، الخميس 28 شتنبر 2017، خلال اجتماع مع ممثلي المراكز التعليمية التي ستقام فيها مكاتب الاقتراع: "سنذهب حتى النهاية"، مشيراً إلى أنه يتحمل مع حكومته "كل مسؤولية" تنظيم التصويت. ومنذ أسابيع، تسعى سلطات كاتالونيا إلى إخفاء صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت؛ خوفاً من مصادرتها من قِبل السلطات المركزية. كما تعمل على فتح مواقع إلكترونية لتمكين الناخبين من معرفة أماكن مراكز الاقتراع للاستفتاء. وتظاهر 10 آلاف طالب على الأقل، الخميس، وسط برشلونة؛ دفاعاً عن الاستفتاء. وتجمّع الطلاب المضرِبون عن الدراسة في المعاهد الثانوية والجامعات، أمام مبنى جامعة برشلونة التاريخي وسط المدينة، وهم يهتفون "سنصوت.. استقلال". وتشهد إسبانيا منذ بدايةشتنبر2017، أسوأ أزمة سياسية منذ نحو 40 عاماً، بحسب مسؤوليها كافة. ففي السادس من شتنبر، تبنى برلمان كاتالونيا قانوناً لتنظيم الاستفتاء رغم حظره من المحكمة الدستورية. ومضت حكومة كاتالونيا في الأمر ودعت لتنظيم الاستفتاء، رغم العديد من التحذيرات من السلطات المركزية في مدريد. من جهتها، كثفت سلطات مدريد عمليات التفتيش والتهديد بالعقوبات. فقد صادر الحرس المدني، الخميس، 2.5 مليون بطاقة تصويت و4 ملايين مغلف بمستودع في إيغالادا بالقرب من برشلونة. كما عُثر على نحو 100 صندوق اقتراع، لكن لم يعرف إذا ما كانت كلها مرتبطة بالاستفتاء. وعلى الرغم من الانقسام بين الكاتالونيين بشأن الاستقلال عن إسبانيا، ترغب أغلبية السكان في تنظيم اقتراع قانوني. لكن الحكومة الإسبانية برئاسة المحافظ ماريانو راخوي والقضاء، قررا حظر الاستفتاء حتى لو استدعى الأمر منع الوصول إلى مكاتب التصويت من قوات الأمن المنتشرة بكثافة في كاتالونيا (أكثر من 10 آلاف شرطي وحرس مدني).