باشرت فرقة الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن البيضاء، منذ مساء (الخميس) الماضي، أبحاثا وتحريات، لإيقاف أفراد شبكة للمخدرات القوية تنشط بالبيضاء، وتستقبل كميات من الكوكايين العابرة للقارات والقادمة من البرازيل على الخصوص. وذكرت يومية الصباح، أن التحقيق في القضية جاء إثر اعتقال مضيف طيران يزاول مهامه بطائرة تابعة ل «لارام»، قادمة من مطار ساوباولو، عصر (الخميس)، بعد ضبطه متلبسا بحيازة 12 كليوغراما من الكوكايين الخام، أخفاها في حقيبته، مستغلا الامتياز الذي يتمتع به مضيفو الطيران بالمرور من ممرات خاصة غالبا ما تخضع لتفتيش خفيف. العملية حسب مصادر نفس اليومية، جاءت بعد انفضاح ثغرات أمنية بمطار محمد الخامس، إثر ضبط مضيفين آخرين في الأسبوع الماضي، متلبسين بحيازة هواتف ذكية من ماركات غالية الثمن، إذ أحيلا بدورهما على المصالح المختصة، كما عمدت إدارة الخطوط الجوية إلى فصلهما عن عملهما عقابا لهما على الأفعال المنسوبة إليهما. وكشفت المصادر نفسها أن واقعة الخميس ضبطت إثر يقظة رجال ونساء الجمارك التابعين لمطار محمد الخامس، إذ بعد تكرر ضبط مستخدمين ينشطون في مجال التهريب، تم اتخاذ إجراءات احترازية أكثر، وجرى تكليف عناصر جمركية، سيما من النساء للقيام بمراقبة الممر الخاص بالمضيفين، وهي العملية التي مكنت منذ إقرارها حوالي أسبوع، من كشف تخصيص هذه الممرات ليس فقط لتهريب الهواتف المحمولة بل لتمرير كمية كبيرة من الكوكايين، بلغ وزنها 12 كيلوغراما، علما أن أغلب الكميات التي تحجز لدى وسطاء مافيا الكوكايين، لا تتعدى في الغالب كيلوغراما إلى كيلوغرامين. ولم تستبعد المصادر عينها تمكن مضيف الطيران المنحدر من جنسية غانا، المستخدم بشركة الخطوط المغربية، في مرات سابقة من تهريب كميات أقل من التي حجزت لديه، ما شجعه أكثر لمحاولة تهريب 12 كيلوغراما دفعة واحدة مستغلا الممر المخصص للمضيفين والثقة التي يحظون بها. وأفلحت جمركية في الاشتباه في المضيف، قبل أن تطلب منه مرافقتها للتفتيش، إذ بحضور زملائها تم العثور في حقيبته على الكمية سالفة الذكر، والتي وزعها بين جزء خصص له مكانا في حقيبته وأخفاه تحت قطعة صلبة تفصل بين جانب الحقيبة، وكمية أخرى هيأها على شكل كتب مدعيا أنها مدرسية وأمانة من شخص لإيصالها إلى أحد الأقارب. وأحيل المتهم إثر ذلك على المصالح الأمنية التي احتفظت به إلى حين نقله على مقر الشرطة القضائية بولاية الأمن، كما مكنت الأبحاث الأولية من تحديد هوية الأشخاص الذين كانوا ينتظرون وصول المخدرات إلى البيضاء ليتسلموها، ما يمكن أن ينتهي إلى تفكيك أفراد الشبكة التي تنسق مع نظيرة لها تنشط في أمريكا اللاتينية. وجنحت شبكات الاتجار في الكوكايين عبر القارات، إلى مضيفي الطيران، بعد تشديد الرقابة على المسافرين المتحدرين من دول جنوب إفريقيا من ممتهني حملها في الأحشاء أو وسط الحاجيات، كما تم أحباط محاولات استغلال سائحات أوروبيات لتمرير المخدرات الصلبة، قبل أن تنقل التجربة إلى مستخدمي شركات الطيران. وساهم إيقاف المضيفين المتورطين في التهريب، في وضع مراقبة مشددة عبر أجهزة كاشفة بالممرات المخصصة لهم وتشديد المراقبة على كل المنافذ.