أنجزت ابنة الناظور مريم مرغيش، الصحفية بموقع دويتشه فيله الألماني، تقريراً مفصلا أماطت فيه اللثام عن جزء من المعاناة التي يتكبدها مرضى السرطان بأقاليم الريف، و عن سوء الخدمات الاستشفائية بالمنطقة وما يترتب عنها من اثقال لكاهل أهالي المرضى الذين يضطرون للتنقل صوب مدن بعيدة بحثا عن العلاج. تقرير دويتشه فيله، وصف حاملي داء السرطان الكائنين بمنطقة الريف بأناس '' هم على قيد الموت والحياة، نساء ورجال غزا السرطان خلايا أجسامهم دون سابق إنذار ليبقوا أسرى أماكنهم بالريف أو في صراع دائم مع الزمان والمكان حتى يتسنى لهم الوصول إلى المشافي البعيدة في المدن الأخرى‘‘. في حواره مع dw عربية، وصف محمد من الناظور، 27 عاماً، حال زوجته الحاملة للداء قائلا ''كانت حبلى حين اكتشفنا أنها مصابة بداء السرطان، فقط يوما قبل عيد الفطر سنة 2016‘‘ لقاءه وزوجته بمرضها بسرطان الثدي، يقول بحسرة ''إلى أين يمكن أن نذهب، حتى المستشفيات بعيدة والدكتور الذي تتابع عنده زوجتي في عطلة، انه العيد والكل منهمك في الإعداد للاحتفال به، حتى نحن أردنا النوم باكرا كي نستيقظ ونحضر لعيدنا‘‘. رغبة محمد وزوجته في النوم لم تتحقق، فقد اكتشفت ليلتها ورما بثديها وقامت من فراشها مذعورة تحدثه عنه. محمد حكى عن الصاعقة التي نزلت عليهما ليلتها؛ هو وزوجته، وحكى عن حجم الأسى الذي خلقه تيقنهم من خبر الإصابة ناهيك عن معاناة خلقها التنقل إلى مدينة وجدة التي يفصلها عن الناظور أكثر من 100 كيلومترا، ويضيف بنبرة متقطعة ''الورم كائن والقوة غائبة ماذا عسانا أن نفعل لا حول لنا ولا قوة‘‘. صوتها الحزين الخافت ووجهه الشاحب دليلان على معاناة فاطمة التي تعيش على وقع الألم النفسي والجسدي. معاناة ضاعفها انعدام دواء فعال لمرضها والذي يعتبر من أكثر الأمراض المنتشرة في المغرب. لعنة السرطان تلاحق الريفيين منذ وقت طويل، حتى صاروا يتعايشون معها.