أعرب فاعلون في الحقل الثقافي المحلي و الوطني، عن استيائهم من الدعم السنوي الذي خصصه المركز السينمائي المغربي للدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور، الذي سينظم صيف هذه السنة تحت شعار "ذاكرة مياه المحيط" بمشاركة نجوم السينما الهندية والعالمية. وقال متحدثون في تصريحات ل "ناظورسيتي"، أن مبلغ 250 ألف درهم الذي خصصه المركز السينمائي المغربي لمهرجان الناظور، فيه استخفاف بمجهودات مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم، و بعقول الفاعلين السينمائيين في المنطقة، نظراً للسمعة التي لفتت بها هذه المحطة الدولية الكثير من نجوم الفن السابع في العالم، ولأنها أيضا من المحطات السينمائية الهامة بمنطقة الريف، لكونها ضمنت الاستمرارية للعام السادس على التوالي وبصمت على نجاح باهر في النسخ السابقة بمشاركة أبرز وجوه السينما المغربية و في المتوسط. وانتقد مهتمون بالحقل الفني المغربي والمحلي على وجه الخصوص، المعايير التي تعتمدها لجنة دعم المهرجانات السينمائية بالمركز السينمائي المغربي لتوزيع الدعم المالي على التظاهرات السينمائية بالمغرب، مؤكدين أن الانتقائية و العلاقات هي المحدد و المتحكم الوحيد في منح الدعم العمومي، بعيداً عن معايير الجودة المؤطرة لعمل هذه المؤسسة العمومية. وأضاف الغاضبون عن المركز ''من غير المقبول ان يمنح المركز السينمائي المغربي دعما ماليا قدره 2 مليون درهم لمهرجان ينظم في دورته الثالثة، و ما تبقى من الفتات يوجه للنسخة السادسة من أكبر دورة سينمائية بالريف، وكأن هذه الجزء من البلاد مجرد بقعة جغرافية ليس من حقها خلق متنفس لفائدة أبنائها المعطشين للفن والثقافة بشكل عام‘‘. من جهة اخرى، قال عبد السلام بوطيب، مدير مهرجان السينما بالناظور ورئيس مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم '' الموضوع لا يحتاج لتعليق، فالمشكل سياسي ومؤسساتي، والنقاش يحتاج البحث في الإطار العام لتنمية منطقة الريف والتوزيع الديمقراطي والعادل للثقافة والمعرفة‘‘. وعن مدى قبوله بالمبلغ الذي خصصه المركز السينمائي المغربي (250 ألف درهم) لفائدة مهرجان السينما بالناظور، قال بوطيب '' بطبيعة الحال لست راضياً عن الأمر‘‘. وكانت لجنة دعم المهرجانات السينمائية، التابعة للمركز السينمائي المغربي، اوضحت أنها قررت بعد دراستها لملفات المهرجانات، دعم 31 مهرجانا وتظاهرة بمبلغ 9 ملايين و905 الاف درهم. و خصصت بناء على ذلك منح دعم بقيمة 2 مليون درهم لكل من مهجران الفيلم القصير المتوسطي بطنجة (الدورة 15) ومهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون (الدورة 3) الذي ينظمهما المركز السينمائي المغربي، ومليون و200 ألف درهم للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا(الدورة 11) الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، ومهرجان السينما الإفريقية بخريبكة (الدورة 20) الذي تنظمه مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية، ومليون 100 ألف درهم لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف بالرباط (الدورة 22) الذي تنظمه جمعية مهرجان الرباط الدولي للثقافة والفنون. كما قررت اللجنة أيضا، دعم مهرجان السينما والهجرة بأكادير (الدورة 14) الذي تنظمه جمعية المبادرة الثقافية ب280 ألف درهم، والمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور (الدورة 6) الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم ب250 ألف درهم، والمهرجان الدولي للفيلم عبر الصحراء بزاكورة (الدورة 14) الذي تنظمه جمعية زاكورة للفيلم عبر الصحراء ب200 ألف درهم، ومهرجان الرباط للفيلم القصير المغربي (الدورة 6) الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة ب150 ألف درهم، والجامعة الصيفية للسينما بالدار البيضاء (الدورة 9) التي تنظمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ب100 ألف درهم، ومهرجان واد نون السينمائي بكلميم (الدورة 7) الذي تنظمه جمعية الشباب المبدع ب100 ألف درهم. جدير بالذكر، أن اللجنة التي عقدت دورتها الثانية بمقر المركز السينمائي المغربي برئاسة محمد مصطفى القباج، وبحضور أعضائها، منحت دعما يتراوح بين 50 و 100 ألف درهم، لما يقل عن 20 ظاهرة سينمائية أخرى.