رصدت عدسة نشطاء مدنيين، حالة إنسانية مثيرة للشفقة تتعلق برجلٍ مسِّن في ال79 من العمر، يدعى محمد أوشن، وهو مقعدٌ يستعمل في تنقله كرسيا متحركا، وغالبا ما يتم العثور عليه مؤخراً، في كل مرّة، بين أرجاء مدينة الناظور وضواحيها، وعند سؤاله يفيد بأنه ينحدر من قرية أركمان، كما أن حالته الظاهرة لا تنّم عن كونه متشرداً، أو على الأقل هو حديث الخروج إلى الشارع. وقال النشطاء لموقع ناظورسيتي، إنّهم عاينوا خطّاف سيارة للنقل السري يُنزله بأحد الشوارع وسط جماعة بني بويفرور بإقليم الناظور، بعدما تمّ طرده من المستشفى "الحسني" وفق ما أفاده رجال الوقاية المدنية الذي أكدوا أيضا على أن المسّن المعني عملوا على نقله أزيد من عشر مراتٍ صوب المستشفى، إلا أن المشرفين يقومون في كل مرة، بطرده وإلقائه في الشارع مما يتعرض بذلك للتشرد. المسّن المتشرد الذي يبدو أنه مصاب بما يُشبه مرض الزهايمر، بدوره يقول إنه وحيدٌ لا أسرة له بعد وفاة زوجته ورحيل أقاربه، غير أن أشخاص تعرفوا عليه، أكدوا أن أفراد أسرته يتواجدون بقرية أركمان، مرجحين أحد الإحتمالين، يا إما أن يكون تم إلقاؤه في الشارع من طرفهم، أو تغيّب عن المنزل واختفى عن أنظار ذويه، غير أن إدارتيْ المستشفى ومصالح الأمن والوقاية المدنية، لم تتلق أيّ إخطار بشأن إختفائه من طرف أسرته. وقد دعا النشطاء إلى بثّ هذا النداء الإنساني، عسى أن تفطر قلوب ذوي الرجل المسّن بغية اِنتشاله من الضياع والتشرد، أو الأخذ بيده وإيجاد مأوى له داخل المؤسسات العمومية والمدنية ومنها بخاصة دار العجزة التي من المفترض أن تسهر على هذا الشأن، خصوصا مع وضع اِستثنائي يتعلق بشيخ ثمانيني يلازم الشوارع والأرصفة طيلة النهار لكونه لا يقوى على الحركة، فإذا لم يتم إيواء مسّن متشرد مثله فمن أجل ماذا خُلقت دار العجزة من أصله!