في إطار التعريف بأهمية الماء وتحسيسا منه بضرورة الحفاظ عليه، انطلاقا من العقلنة والترشيد في تدبير الموارد المائية، وتسليط الضوء على موضوع إعادة استعمال المياه المعالجة، خلّد مجلس جهة الشرق، اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22 من مارس من كل سنة، أمس الأربعاء بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية، تحت شعار "حكامة جيدة في التدبير للحد من التبذير"، وذلك بحضور عبد النبي بعيوي رئيس مجلس الجهة ومحمد مهيدية والي جهة الشرق، والعلامة مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي المحلي بوجدة. وعرف تخليد اليوم العالمي للمياه، كذلك حضور مدراء ومديرات وممثلين لعدد من القطاعات والمصالح الخارجية الجهوية ذات الإرتباط بموضوع المياه، إضافة إلى أعضاء بمجلس جهة الشرق ورؤساء جماعات ومنتخبين بإقليمي الناظور والدريوش، وفاعلين جمعويين ومدنيين بجهة الشرق. وفي السياق، اعتبر عبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق، أن تخليد هذا اليوم العالمي للماء يعد مناسبة للتحسيس بقضايا الماء وما يرتبط بها من إشكاليات حرصا على زيادة الوعي بالتحديات الضخمة التي تواجهها البشرية بخصوص هذا المورد الحيوي، وكذا الدعوة إلى بذل أكثر الجهود وتضافرها لمواجهة كل التحديات في هذا الموضوع. وفي كلمته، اعتبر والي جهة الشرق، محمد مهيدية أنه بفضل التدبير العقلاني للموارد المائية، فإن المغرب راكم على مدى سنوات تجربة متميزة في مجال تعبئة الموارد المائية والتطهير السائل، إضافة لتعميم تزويد العالم القروي بالماء الشروب، مشيرا إلى أن نسبة التزويد تصل ل 96%، مضيفا أن تكثيف استعمال المياه غير التقليدية واللجوء إلى تثمين المياه وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، ساهم في تخفيف العبء على المياه العذبة. وأوضح الوالي مهيدية، أن مجهودات هامة بذلت لإنجاز برامج الحماية من التلوث والحفاظ على جودة المياه، تجسدت في انجاز محطات معالجة المياه العادمة والحد من التلوث الصناعي وكذا حماية الفرشات المائية، مبرزا أن الإستراتيجية الوطنية لقطاع الماء، تنصّ في محورها المتعلق بحماية الموارد المائية والمحافظة على المجال الطبيعي، على تسريع تفعيل برنامج التطهير السائل ومعالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها، حيث من المرتقب أن تصل نسبة الربط بشبكات التطهير السائل إلى 90% في أفق 2030 يقول والي جهة الشرق. أما العلامة رئيس المجلس العلمي بوجدة مصطفى بن حمزة، فأكد على أن تدبير الماء وتثمينه والتحكم فيه لما يطغى يكون عبر محاربة الإسراف والاقتصاد في استعماله وتجنب الأذى وتوفيره دون منعه والتعامل به بمبدأ "أيسر موجود وأعز مفقود". هذا وخلال فعاليات اليوم التحسيسي تطرق عدد من المتدخلين في المحور الأول من اليوم الدراسي والمتعلق بالتدبير المندمج للموارد المائية بجهة الشرق، فقد أكدوا على أهمية الالتقائية والتنسيق والأخذ بعين الإعتبار العوامل الجغرافية والمناخية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالماء، مع ضرورة مراعاة والأخذ بعين الاعتبار الإكراهات المختلفة الناتجة عن تقلبات المناخ وآفة التبخر والتصحر وتقلص مياه السدود وندرة التساقطات وكذا الإنتظارات الكبرى في مجال تعميم اقتصاد الماء ثم التطهير السائل وتوسيعه ليشمل العالم القروي. أما فيما يخص المحور الثاني والخاص بمعالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها، فقد تم التذكير بحصيلة هذا الانجاز، والتي لا تزال متواضعة، كما تم التأكيد على أن ثقافة ومبادرات إعادة استعمال الماء انطلقت في عدة جهات بالمملكة وبجهة الشرق أيضا مع ضرورة التنسيق والتشاور حول الإكراهات المتعددة في هذا المجال وهي اكراهات ذات بعد تقني، مالي، قانوني، مؤسساتي وتنظيمي، وحول المحور الثالث والأخير والخاص بالبحث العلمي والتحسيس، فقد كان الحديث فيه منصبا على دور مختلف المؤسسات التكوينية ودور المجلس العلمي وغيرهم من المتدخلين على أهمية ودور البحث العلمي في مجال القطاعات المرتبطة بالموارد المائية وإعادة استعمالها ومعالجتها، وكذا التحسيس بأهمية المياه، ليختتم اليوم الدراسي برفع برقية الولاء.