أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، شرفات أفيلال، أمس الأربعاء (22 مارس) بالرباط، أنه لا يمكن إعادة استعمال 325 متر مكعب من المياه العادمة في أفق سنة 2030 سوى من خلال الانتقال من نمط "المعالجة والطرح" إلى نموذج "المعالجة وإعادة الاستعمال". وأوضحت أفيلال، خلال صبيحة إعلامية في موضوع "إعادة استعمال المياه العادمة: لماذا نبذر الماء"، أنه "في الوقت الذي من المرتقب أن يرتفع فيه الطلب على الماء، وانخفاض الموارد المائية الطبيعية وندرتها تحت تأثير التغيرات المناخية والإمكانات الهامة من المياه العادمة، يمكن لهذه المياه أن تشكل، بالنسبة للمغرب، بدائل أخرى لمختلف الاستعمالات من قبيل الري والأنشطة الصناعية، وتمكن، بالتالي، من تعزيز الأمن المائي للبلد". وذكرت في هذا اللقاء الذي نظم تخليدا لليوم العالمي للماء، أنه لا يمكن بلوغ هذا الهدف الطموح، الذي يتمثل في إعادة استعمال 325 متر مكعب من المياه العادمة في أفق سنة 2030، سوى من خلال تغيير النموذج الحالي في تدبير المياه العادمة عبر المرور من نموذج "المعالجة والطرح" إلى نموذج "المعالجة وإعادة الاستعمال"، داعية إلى "القيام بمجهود إضافي من أجل تشجيع الفاعلين بأهمية إعادة استعمال المياه وتثمين هذا المورد المائي الذي أصبح، أكثر فأكثر، بديلا لتخفيف الضغط على المورد الطبيعي". وعلى الصعيد الوطني، أشارت أيضا إلى أن إمكانات المياه تقدر ب 22 مليار مكعب في السنة، أي ما يعادل 650 متر مكعب لكل فرد في السنة، مسجلة أنه على الرغم من المجهودات المبذولة لتعبئة الموارد المائية الطبيعية اللازمة لمواكبة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للبلد، لاسيما في سياق يتسم بتفاقم آثار تغير المناخ، يعمل المغرب على إيجاد بدائل أخرى لضمان استدامة تزويد المواطنين وانشطتهم المختلفة بالماء". وأضافت الوزيرة أن حجم المياه العادمة التي تفرزها المدن المغربية يقدر حاليا بحوالي 550 مليون متر مكعب سنويا ، تمت معالجة 45 في المئة منها بفضل 117 محطة معالجة. وذكرت الوزيرة من جهة أخرى، أنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات لتعزيز إعادة استعمال المياه العادمة بين الوزارة وعدد من شركائها ومن بينها اتفاقيات سقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء للغولف الملكي دار السلام بالرباط وغولف باهية بيش بمدينة بوزنيقة واتفاقية لسقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء في مدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل وطنجة، وكذا اتفاقية سقي الحزام الأخضر لمدينة زاكورة، مشيرة إلى أن الوزارة والقطاعات الوزارية المعنية بصدد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على مشروع المخطط الوطني لإعادة استعمال المياه العادمة . ومن جانبه استعرض مصطفى الهبطي، عامل مدير الماء والتطهير بالإدارة العامة للجماعات المحلية عددا من البرامج القطاعية التي رأت النور في المغرب على غرار برنامج التزود الجماعي بالماء الصالح للشرب للساكنة القروية، والذي مكن من تحقيق "نتائج مرضية" على مستوى الولوج للماء الصالح للشرب، وكذا البرنامج الوطني للنفايات المنزلية في سنة 2008 وبرامج التهيئة الحضرية. وأكد أن "هذه التجارب مكنت من إعادة استعمال المياه العادمة بعد معالجتها لأهداف مختلفة كسقي ملاعب الغولف والمساحات الخضراء فضلا عن الاستعمال الصناعي والفلاحي". ومن جهتها قالت تورية جوهر رئيسة قسم الحفاظ على جودة المياه من التلوث، إن هذا اللقاء المنظم بتعاون مع كل من وزارات الداخلية والبيئة والفلاحة والصناعة والسياحة وكذا المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، والذي يندرج في إطار تنمية وتثمين قطاع المياه العادمة، يهدف إلى تحسيس مختلف الفاعلين بالأهمية والأولوية التي يكتسيها اللجوء إلى استعمال المياه غير التقليدية ومنها على الخصوص المياه العادمة. وأكدت أن الموارد المائية في المغرب محدودة ونادرة، مذكرة بأن الوزارة واعية بأهمية إعادة إستعمال المياه العادمة بالحد من هذا العجز وتولي أهمية لتعزيز قدرات إعادة استعمال المياه العادمة بغية تحقيق هدف المخطط الوطني للماء المتمثل في إعادة استعمال ما يناهز 325 مليون متر مكعب سنويا في أفق 2030. وتميز هذا اللقاء بتقديم عرضين حول "المخطط الوطني للتطهير السائل" و"إعادة استعمال المياه العادمة بالمغرب: الواقع وآفاق التنمية" إضافة إلى تقديم حالات لإعادة الاستعمال في المجال الصناعي وسقي فضاءات الغولف والفضاءات الخضراء (مدن تطوان ومارتيل والمضيق والفنيدق) والمجال الفلاحي (مدينتا تزنيت ووجدة)، والتطهير الإيكولوجي وإعادة الاستعمال في الوسط القروي.