وفد مواطن تونسي يدعى "سعيد البريكي" على مدينة الناظور مؤخراًّ، بعدما تقطعت به السبل على حدّ قوله، بحثاً عن عمل بصفة مؤقتة يدخّر فيها ما يستلزمه من مال بغية سدّ مبلغ واجب أوراق الإقامة الشرعية بالمغرب، وما يستلزمه كذلك للعودة إلى إيطاليا حيث يستقر برفقة أسرته الصغيرة. وتعود مشكلة الوافد التونسي، كما يسرد تفاصيلها، عندما حلّ بالمغرب قبل حوالي ثمانية أشهر، تعرف خلالها على مدير شركة بضواحي الدارالبيضاء، حيث اشتغل عنده طيلة هذه المدة كمحترفٍ في فنّ تركيب الرخام وترصيص الزليج، لم يتلقّ فيها ولو راتبا شهرياً مما تمّ الإتفاق عليه، باستثناء ما كان يجود به المدير من مبالغ هزيلة بين الفينة والأخرى بالكاد تكفي لسدّ رمقه، على أمل تسديده كل الرواتب الشهرية التي على ذمة صاحب الشركة، يروي المتحدث. وبعد مضي ثمانية شهور بحالها، عانى فيها المواطن التونسي من قلة ذات اليد، طلب في الأخير من مديره الذي هو أيضا صديقه، بدفع مستحقاته المالية، قبل أن يُفاجِئَهُ بقرار الطرد من العمل الذي بموجبه يضيف المصرح تتم إسقاط صلاحية إقامة الأجانب، مما زاد الطين بلّة بالنسبة إليه، الأمر الذي دعاه إلى اللجوء إلى القضاء بغية إنصافه، غير أن الحكم قضى بأن يُسلم له ربّ عمله قرابة المليون سنتيم، وهو ما لم يتم تنفيذه إلى الحين، نتيجة تعمد الأخير إلى تغيير عنوان مقر شركته للاحتيال على القانون. الآن، وبعد مواجهته واقعاً مريراً على مدى شهور، يجد المواطن التونسي نفسه تائها في دوامة من الضياع، لا مخرج منها حسبه سوى المجيء إلى مدينة الناظور، من أجل الكدح والعمل سعياً وراء جمع ثمن أداء الواجب المالي الذي في ذمته لقاء أوراق الإقامة المؤقتة، وجمع ثمن تذكرة رحلة إلى إيطاليا حيث يقيم، ولعلها تذكرة سفره الأخيرة يقول لسان حاله، أما عن مبلغ المليون سنتيم يفيد بأنه يتبرع بها لفائدة جمعية خيرية أو مدنية. 0656156817 أو 0613696967