أنهت بلادنا القطيعة مع القارة الأفريقية بعد مرور 32 سنة من انسحابها من منظمة الوحدة الأفريقية والتي كانت المملكة المغربية من أولى مؤسسيها. رغم كل مناورات أعداء وحدتنا الترابية إلى آخر رمق ، تمكنت بلادنا والحمد لله باسترجاع مكانتها الطبيعية في أفريقيا، بعد جهد حثيث لجلالة الملك حفظه الله ووفق استراتيجية متعددة الأبعاد وواضحة المعالم، انطلقت منذ سنوات، والتي أعطت أكلها اليوم بعد مجهود كبير وعمل جاد وفعال. فاليوم ما العمل بعد الحصول على هذه النتيجة الإيجابية وبلوغ هدفنا الأولي ؟ كدت أن أقول كما قال المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه :" لقد خرجنا من الجهاد الاصغر ودخلنا للجهاد الأكبر." فما هو جهادنا الأكبر بعد استرجاع عضويتنا وعمقنا الإفريقي ؟ من الآن وجب على دبلوماسيتنا ان تعمل كل ما في وسعها على طرد الجمهورية الوهمية من الاتحاد، ولها ما يكفي من وسائل الإقناع: القانونية والسياسية..الغ.. من أجل بلوغ هذا الهدف. وللعلم لا يمكن لأي كيان لا يملك أرضا وليس له دولة قائمة وغير معترف به دوليا ان يكون عضوا في منظمة كل أعضاءها لهم هذه الخصائص والشروط. ثانيا يجب أن نواصل مجهوداتنا وان نكثفها على مستوى التعاون والشراكات مع كل الدول الأفريقية وعلى جميع الاصعدة: الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والثقافية والتقنية والدينية... من أجل تعميق الثقة وبناء جسور التواصل وتكريس حضورنا داخل القارة السمراء ونجعل من بلادنا بلدا رائدا ومثاليا في ميدان التعاون والتضامن والتنمية. فمسقبل بلادنا مرتبط ارتباطا وثيقا مع عمقه الافريقي، والتعاون جنوب جنوب أضحى من اللبنات الأساسية للدفع بعجلة التنمية والرخاء والتقدم إلى الأمام بعدما كان شعارا فارغ المحتوى وبدون تفعيل. فشكرا لجلالة الملك على كده وعزمه من اجل هذا الإنجاز الهام لمستقبل بلدنا رغم كل كيد الكائدين، وشكرا لجميع الدول الشقيقة والصديقة على مجهوداتها المتواصلة من أجل نصرة قضيتنا العادلة. والآن بدأ الجهاد الأكبر فلنكن في مستوى تطلعات عاهلنا وشعبنا من أجل كسب هذا الرهان.