تعرضت مسيرة نشطاء الحراك الشعبي بعد انطلاقها من ساحة التحرير وسط مدينة الناظور، حاشدة بالعشرات من المنتمين إلى مختلف المشارب والانتماءات، لحصار أمني مشدّد على مستوى شارع محمد الخامس، من قبل أفواج القوات العمومية وعناصر الأجهزة الأمنية بمختلف تلاوينها. وضربت عناصر قوات الأمن طوقا أمنيا محكم الإغلاق على المسيرة الشعبية التي عمد نشطاء الحراك إلى توجيهها نحو الشوارع الثانوية تفاديا لاعتداءات من أسموهم ب"البلطجية" الذين نظموا بدورهم مسيرة مضادة اِستعان فيها منظموها بحشد من الأطفال من الفئات العمرية الصغرى لتأثيث مشهدها. وأمام واقع المحاصرة الأمنية، لجأ نشطاء الحراك الاجتماعي إلى التسلل فرادى خارج جدار الطوق الأمني، لمواصلة مسيرتهم الاحتجاجية صوب مقر عمالة الناظور، حيث تمّت المرابطة هناك ضمن وقفة ردد خلالها المحتجون العديد من الشعارات المنددة بالمقاربة الأمنية المتبعة من طرف السلطات مع أشكالهم النضالية والتعاطي السلبي مع مطالبهم الاجتماعية. هذا، وتعمد منظمو المسيرة المضادة والمناوشة لنشطاء الحراك، ملاحقة المسيرة الشعبية إلى مكان مرابطتها أمام بناية العمالة، قبل أن يتم اللجوء إلى وقف زحفها، من قبل قوات الأمن التي قامت بتثبيت جدار فاصل بين الجانبين على بعد أمتار، منعاً لأيّ اِصطدام مفاجئ بين نشطاء الطرفين، سيما وأن عمل العنف كان قاب قوسين من التسبب في اندلاعه من قبل من أسموهم "البلطجية" حسب متتبعين.