ترى ماهي مطالبنا للمرشحين للانتخابات البرلمانية كمهنيين مشكلين للكتلة الاقتصادية لاقليمالناظور والريف بكل تنوعات ممارساتنا ابتداء من الحرف الصغيرة مرورا بالمقاولات الصغرى والمتوسطة وصولا الى قطاعات الانتاج الاستراتيجية من مقاولات كبرى سواء كانت عامة او خاصة ؟؟ تخيلوا اننا بصدد انجاز عقد اجتماعي – اقتصادي مع المرشحين المحتملين لتمثيل الاقليم في البرلمان بصرف النظر عن تفاصيل العملية الانتخابية والسياسية برمتها ، ماهي الشروط التي سنكتبها في هذا العقد المؤقت والمؤرخ بتاريخ 07/10/2016 والتي لا تخرج عن اطار الموضوع وهو التمثيلية البرلمانية ؟ فمن شروط صحة العقد شرط التعيين او بلغة اخرى موضوع العقد ، ففي حالات العقود المدنية كمثال عقد بيع عقارا مثلا وجب تبيان اصل التملك للبائع ومساحته وموقعه ونوعيته ان كان فلاحيا او بنائيا او....، وعلى نفس المنوال يجب ان تكون شروطنا في متناول المنتخب والا تخرج عن دائرة تمثيليته النيابية والتشريعية . وقد يقول قائل اخطاتم العنوان لان للمهنيين غرفا والاجدر ان ان تبرموا عقدا مع رؤساءو ممثلي الغرف المهنية ، سنقول بالفعل الامر في غاية الصواب ، لكن الاعراف السياسية اثبتت تداخلا في الاختصاصات وقوة اوفر للجهاز التشريعي على هذه الهيئات رغم كونها منتخبة هي ايضا ، كما ان هذه الهيئات وان بدت تتمتع باستقلالية القرار فانها تكون عادة خاضعة لسياسات الفرق البرلمانية للاحزاب الفائزة ، ومن جهة اخرى موقع الاقليم وطبيعة الوعي بالمؤسسات ونوعية النخب تصب دائما في اتجاه القرارات الصادرة عن المركز ( العاصمة ) حتى ولو تبنى الدستور الجهوية فهي لم ترقى بشهادة الاكادميين الى جهات متناسقة ومنسجمة ، كما ان تنزيل الدستور الجديد في موضوعها لازال يعتريه البطء والبنية الادارية المركزية لازالت تقاوم الجهوية ممارسة وثقافة . وبالرغم من كل ذلك فلنقل ان عقدنا مع المرشحين للانتخابات عقد اخلاقي فما هي مطالبنا : اولا : انتم ايها المرشحين ابناء اللاقليم ، وللارض حق عليكم وللانسان حق عليكم ايضا ولايجب ان يستفزكم اي انتهازي ببعض المطالب الشخصية مقابل التصويت عليكم ، اعتبروهم حالات انسانية شاذة ولو كانت كثيرة ، اعتبروهم ضحايا وضعية اقتصادية هشة يضاف اليه بعضا من انعدام الاخلاق وبعضا من تراكم تاريخي لعلاقات سلبية بين المترشح والمواطن الناخب . فاذا اعتبرتموهم ظاهرة سلبية مهينة وتفهمتم اسبابها ستجدون انفسكم تفكرون لامحالة في كيفية علاج هذه العلة على انتشارها ، وهي اولى الخطوات . ثانيا : بعد تجاوز الكتلة الناخبة الفاسدة ، عليكم النظر الى وضعية اقليمكم – الناظور – الاقتصادية وامكانيات التطوير وخلق الثروات ، وقبل ذلك لابد ان تتجردوا من رواسب الحملات الانتخابية وما قد يعتريها من مشاحنات وخلافات وان تعتبروها مرحلية فقط ، عليكم رص صفوفكم ولو كل في حزب مختلف تموقعا عن الاخر ، اعلم ان الامر صعب بعض الشيء لكن الروح الديموقراطية اعطت نماذج واعية في محن المنطقة ولن اقول اروبا في هذا الباب ، بل ساذكركم بكارثة زلزال 2004 بالحسيمة وحريق السوبر مارشي و زلزال 2016 ..فيا كانت انتماءاتكم كنتم ولا شك مع المواطنين في المحن عشتموها على الارض ، وعشتموها بالانتماء الى الريف ، ولا شك انكم تتعرضون لاسئلة متكررة في جلساتكم واعمالكم ، فتكون هوية الريف انتم محورها ، لذلك تمثيلكم ليس سياسيا فقط بل هو تمثيل هوياتي يقتضي طرح خلافات الانتماءات الحزبية والانتخابية جانبا ..الامر ليس فيه اختيار فقد اوجدكم الله ابناءا للريف .. اذن نشترط عليكم ان توصلوا صوت الناظور والريف واضحا الى جنبات البرلمان بالعاصمة ، مشاكلنا كثيرة ولكن مؤهلاتنا اقوى : استفزوا سلطات المركز باسئلة التنمية والبنية التحتية والاقتصاد الهش وعوائق البيروقراطية وتقريب الادارات المركزية والجهوية الى اقليمالناظور واحداث المزيد من مراكز التكوين وكليات الهندسة والطب .. ، طالبوا بسرعة انجاز الميناء المتوسطي ، طالبوا بسرعة انتقال وكالة مارتشيكا من احداث البنية التحتية الى الاستثمار المدر للثروة ، حاسبوا مؤسسات الدولة على عدم خلق بنيات تحتية اقتصادية للجميع كحضيرة سلوان الصناعية التي من المفروض ان يكون عقارها في متناول ابسط واصغر مستثمر على غرار باقي المدن ، طالبوا بالدعم المالي المناسب للجماعات المحلية لتقوم بمهامها وخدماتها على ما يرام ( النظافة، النقل ، الانارة ، الرياضة ، الثقافة ..) ، طالبوا بقانون للتعمير استباقي واقعي يقضي على البناء العشوائي ويستبق مشاكله ، طالبوا باحداث المزيد من مراكز الشرطة لان الامن والامان شرط اساسي للعيش الكريم وللاستقرار والاستثمار ، طالبوا بصوت عال بمصالحة اقتصادية للوطن مع الريف من خلال ضخ ميزانيات محترمة للاقلاع الاقتصادي ومحاربة التهريب الذي هو اساس محنة المنطقة وسبب تخلفها ، اجتمعوا لعرض مخططات رباعية او خماسية للتنمية عبر فرقكم النيابية واستعينوا برجال الاقتصاد والاكادميين ومكاتب الدراسات ، ولتكن الجالية المقيمة بالخارج في صلب هذه المخططات .. والاكيد ستجدون الكثير من البرلمانيين من اقاليم اخرى والقريبة خاصة ينافسونكم على مشاريع التنمية فكونوا خير مدافع .. ثالثا : وانتم تقراون هذا المقال العفوي وهذه العبارات التي يرددها كل مواطن من الناظور والريف في نفسه وفي جلسات الاصدقاء ، استحضروا تجارب نخب سياسية لمدن واقاليم قريبة دافعت عن اقاليمها وجهاتها فاصبح اسم الشخص مقترنا بانجازاته لمنطقته ...ولا تنسوا فقد يكسب المرء كل شيء الا احترام الشرفاء ودعاويهم الصالحة ..ولا تنسوا انكم اسياد فسيد القوم خادمهم ..ولا تنسوا فالتاريخ يكتب وكم من مسؤول مضى ولا يعرف اسمه في تاريخ الريف وذاكرته احد من قمم جبال كوروكو واوسع من شواطئه الممتدة ... فلتكن وعودكم في مستواه .. مع تحياتي ومحبتي لكم جميعا.