"ما ان تغلق السلطات طريقا حتى يفتح المهربين طرقا اخرى " هكذا يقول لسان حال عدد من الشباب الذي يطمحون الى تغيير ظروفهم عيشهم عبر الانتقال او "الحريك" من دول الجنوب الجائعة الى دول الشمال المتقدمة حيث تبنى الاحلام على مقاص حالميها.. فمع تشديد السلطات الامنية الاسبانية و نظيرتها المغربية إجراءاتها الأمنية عند المنافذ البحرية على طول الساحل المتوسطي على الطرق الكلاسيكية في الهجرة ، برزت طرق جديدة للتهريب سايرت موجة التقدم و العصرنة التي تعيشها وسائل النقل و التنقل عبر العالم جوا و بحرا و برا .. و من ابرز هذه الطرق التي ظهرت في الاونة الاخيرة بشواطئ مدن الشمال خاصة طنجة و الحسيمة ، الهجرة عبر الدرجات البحرية التي يتم كراءها من هذه الشواطئ لركوب امواج المتوسط في اتجاه الفردوس الاوروبي في مغامرة اشبه بركوب الموت خاصة للمبحرين من شواطئ الحسيمة التي تبعد عن الجنوب الاسباني ب ازيد من 200 كلم .. وقد ظهرت هذه الطريقة الجديدة منذ 5 سنوات بمدينة طنجة حيث عمد عدد من المهربين الى نقل الراغبين في الهجرة بمبالغ مالية تصل الى 5 ملايين سنتيم عبر الدرجات البحرية لقطع مسافة 15 كلم مستغلين بذلك عدم قدرة السلطات الامنية على "فرز" المهربين من وسط المصطافين الذين تعج بهم شواطئ مدينة طنجة خلال فترة الصيف . قبل ان تتنقل في الاونة الاخيرة الى شواطئ مدينة الحسيمة و المدن المجاورة لها .. تفنن المهربين و معهم الراغبين في الهجرة الى الدول الشمال في طرق و اساليب "الحريك" يبين بالملموس واقع الدول التي يعيشون فيها بالرغم من أن المبالغ المالية التي يتحملها الشاب الراغب في الهجرة يمكن أن تكون أساسا لا بأس به لتغيير حياته في بلده إذا قرر أن يبذل الجهد نفسه الذي من المؤكد أن يبذله في أرض المهجر، لكن يظل دوما "حلم" الفردوس الاوربي اكثر جذبا من واقع بلده