"جاليتنا ثروتنا" شعار يتردد كل سنة بمناسبة العطلة الصيفية وموسم عبور الجالية المغربية وعودتهم الى ارض الوطن، لكن ماذا تحقق من هذا الشعار ؟؟ لا يمكن ان يختلف اثنان حول الارادة السامية لدى الدولة لرعاية مصالح الجالية المغربية وتذليل مشاكلها لضمان استمرار ليس فقط تلك الصلة التقليدية بالوطن بل استمرار ضمان مدخول مهم لخزينة الدولة يشكل المرتبة الاولى في توفير السيولة والعملة الصعبة ، ناهيك عن تنشيط قطاعات اقتصادية باكملها ولو بشكل موسمي كقطاع السياحة والعقار والزيادة في حركية الرواج التجاري وبالتالي توفير فرص عمل شغل وزيادة مداخيل جبائية .....والاهم من هذا وذاك هو زيادة حجم السيولة من النقد الاجنبي او العملة الصعبة التي بها تتم معاملات الدولة في التجارة الخارجية فيما يتعلق بسداد فواتير الطاقة خصوصا والسلع الاساسية .. لكن هذا المهاجر كما ان له الفضل على الاقتصاد الوطني بتوفيره لسيولة مالية سنوية تفوق 5 ملايير اورو ، فان له حقوقا وديونا على الوطن لا يتم تنفيذ ادناها وعلى راسها : تخليصه من البيروقراطية والفساد الاداري ابتداء من لحظة التأشير على جواز سفره بالموانئ والمطارات او ما يسمى بعملية مرحبا الى غاية رجوعه ولم يكمل شيئا من مشاغله نتيجة التسويف والممطالة في اغلب الادارات التي بات الوقت لا يساوي فيها شيئا للموظف " المتحكم " بينما هذا الوقت هو عطلة سنوية قصيرة للمهاجر ينتظرها بفارغ الصبر . وحسب عينات متعددة من المهاجرين فان اغلب المشاكل مرتبطة بشواهد ادارية والتعشير وتراخيص بناء وتنفيذ احكام قضائية ومساطر الطلاق والارث وكافة المنازعات التي تاخذ وقتا طويلا ..وهناك عينات من مشاكل للمهاجرين ترتبط بالاستثمار في مشاريع محلية يعاني اصحابها نوعين من الضغوطات ضغط البطء الاداري وبعضها مرتبط بسوء التسيير من قبل مسيرين محليين من ذووي الضمائر المريضة الذين يتسببون في افلاس المقاولات بالغش والنصب مما يعطي صورة سلبية عن مناخ الاعمال لايشجع الاخرين على الاستثمار ببلدهم وهذا جانب اخلاقي . وفي درجة ادنى تجد مشاكل بسيطة لكن غريبة مرتبطة احيانا بالتزود الكهرباء والماء فقط او اداء ضريبة صغيرة لكن البيروقراطية تجعل منها مشاكل ضخمة مضيعة للوقت والجهد . الناظور في فصل الصيف تصبح قبلة لابنائها من كل انحاء العالم ممن يعيشون في مستوى ارقى من الخدمات الادارية والمساطر المبسطة ، وفي كل عام يقبل المهاجر على زيارة بلده رغم الازمة المالية التي قد يكون فيها ، لكن للاسف لاتوجد جدية في التعامل مع مشاكل بسيطة – في اغلب الاحوال – قد تكون سببا للعزوف على زيارات مقبلة خاصة لابناء الجالية ممن يسمون بالجيل الثاني والثالث . وكل عام وابناء جاليتنا بالف خير.