لاتزال ظاهرة التجنيس تخطف الأبطال المغاربة، وتفرغ المنتخب الوطني من عدائين قادرين على التألق، وبلوغ منصات التتويج، في عز سنوات "الكساد" الرياضي لأم الرياضات. وحرم حمل عدائين مغربيين الجنسية الإسبانية المنتخب الوطني من الاستفادة من خدماتهما، ويتعلق الأمر بكل من عادل مشعل، المزداد في مدينة تطوان عام 1990، وإلياس فيفا، البالغ من العمر 27 سنة، والمزداد في مدينة طنجة. وفاز فيفا بذهبية بطولة أوربا لسباق 5 آلاف متر، الذي احتضنته العاصمة الهولندية أمستردام، بينما اكتفى مشعل بالميدالية الفضية خلال المسابقة ذاتها. وهاجر مشعل إلى إسبانيا في سن الخامسة رفقة والده، ومارس كرة القدم داخل القاعة قبل أن يعرج على ألعاب القوى بتوصية من مدربه جوزيب كاربايودي. من جهته، عاش إلياس فيفا فترة صعبة ووضعية جعلته يفكر في الهجرة السرية نحو إسبانيا، وهو ما أقدم عليه حينما كان يبلغ من العمر 17 سنة، بعدما هاجر سرا على متن شاحنة لتحقيق حلم بلوغ الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. وبعد تحقيقه المبتغى وبلوغ الأراضي الإسبانية، انتقل إلياس بين مراكز القاصرين حتى استقر به المقام بشقة للقاصرين، وزاوج بين اشتغاله كحارس سيارات والرياضة قبل أن يصبح بطلا أوربيا رفقة المنتخب الإسباني.