ما يزال الإمام الطفل محمد بسينتي إبن بلدة زايو البالغ من العمر 16 ربيعا، يستأثر باهتمام المصلين الذين يتوافدون بالعشرات على مسجد عبد الكريم الخطابي وسط مدينة الناظور، حيث يقوم بإمامة صلاة التراويح خلال كل شهر رمضان. وذاع صيت محمد، المشتهر بتسمية الإمام الطفل، بكل أرجاء المغرب منذ نحو خمس سنوات، عندما تلقفت أصداءَه وسائل الإعلام الوطنية وقامت بتسليط الضوء على تجربته المتفردة من بين آلاف الأئمة والمقرئين، وهو ما فتئ يعقد سنته ال12. سيرة الإمام الطفل محمد بسينتي سيرة قصيرة جداً بحكم قصر زمنها، لكنها ثرية وبليغة في آن، إذ تتلخص في كون بطلها إختار بإيعاز من والده الذي عانى وقتها ككثير من الآباء بضيق ذات اليد، طريقا آخر خلافا عن باقي أقرانه الذين في مثل سن التتلمذ على شاكلته. وتمثل طريق الإمام الصغير، في توجهه نحو تحصيل علوم الدين بمعهد الإمام مالك لتحفيظ القرآن وتلقين العلوم الشرعية بالناظور، بدل الإلتحاق بمقاعد الدراسة لدى المدارس العمومية، وهو ما يطفئ بعد شمعته ال12 من العمر. وخلال هذه السن المبكرة جداً، أبان الطفل بسينتي عن ربطة جأش في الظهور بنجاح ولأول مرة، إماما يؤُّم المئات من المقبيلن على صلاة التراويح خلال شهر رمضان، بمسجد عبد الكريم الخطابي. وأفلح بسينتي في إستقطاب المزيد من المصطلين بشكل يومي، بعدما تناهى كالنار في الهشيم، نبأ كونه يمتلك باحة صوت رخيم أصبح بفضلها أصغر إمام بالمغرب يستحوذ على القلوب التواقة إلى البحث عن السكينة والإيمان والطمأنينة في آيات الله التي تتلى بالمساجد. ملحوظة: الصور المدرجة أسفله للإمام الطفل وهو يؤم المصلين، تعود إلى سنة 2012: