نظمت شعبة اللغة الأمازيغية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الفرع الإقليمي للناظور رحلتين استطلاعيتين دراسيتين، تم فيهما زيارة الموقعين الأثريين "إفري ن عمار" بجماعة أفسو، و"قصبة سلوان" المتواجدة بالنفوذ الترابي لجماعة سلوان، وذلك لفائدة الأساتذة المتدربين بهاته الشعبة بمناسبة اليوم العالمي للأثار. وقد أشرف على هاتين الرحلتين الأستاذ المكون د.عبد الله أزواغ، وسُطرت لهما مجموعة من الأهداف والغايات من أهمها تعرف الأساتذة المتدربين على تاريخ وحضارة المنطقة، علما أن التاريخ والحضارة من بين مجزوءات التكوين داخل المركز، خاصة أن للمآثر التاريخية دور مهم في تنشئة الطفل، وترسيخ الإحساس بالانتماء إلى أمة ممتدة في التاريخ والافتخار بالهوية والاعتزاز بها. نُظمت الرحلة الأولى يوم السبت 21 ماي الجاري، حيث كانت المحطة الأولى جماعة أفسو إذ استقبلهم السيد محمد الادريسي رئيس الجماعة، وفي كلمة له رحب بالحضور وسلط الضوء على الحفريات الأثرية التي شهدها هذا الموقع الأثري وعن أهم ما تم اكتشافه من حفريات ولقى، حيث تعد هذه المغارة من المواقع الأثرية ذات القيمة التاريخية والثقافية الكبيرة، غير أن هذا التراث الأركيولوجي المتميز لم يحقق الإشعاع المطلوب ولم يستثمر بعد في التنمية السوسيو- اقتصادية للمنطقة. ثم قام الأساتذة بزيارة ميدانية للموقع الأثري حيث عاينوه عن قرب، وقدم الأستاذ عبد الله أزواغ مجموعة من المعطيات والمعلومات الأركيولوجية حول المغارة في جو سادته روح المسوؤلية والانضباط. كما قام الأساتذة المتدربون في آخر الرحلة بزيارة المتحف التراثي الكائن بمدينة العروي والذي أنشأه الفاعل الجمعوي السيد الحسين البوجدايني إذ يساهم من خلاله الحفاظ على تراث المنطقة. وفي الرحلة الثانية التي نظمت يوم 23 ماي الجاري، زار الأساتذة المتدربون الموقع الأثري "قصبة سلوان"، وقد كان في استقبالهم بمقر الجماعة رئيس المجلس الجماعي إلى جانب كاتبها العام، حيث رحبا بهم ونظموا حفل شاي على شرفهم. وقبل الزيارة الميدانية للموقع الأثري سرد الأستاذ كلازي ميمون لمحة تاريخية عن هذه القصبة المهمة، وعرج على مجموعة من الأحداث التي شهدتها وثم تم فتح باب النقاش الذي كان جد مثمر، وفي الأخير قاموا بزيارة ميدانية لهاته القصبة التاريخية، حيث عاينوا عن قرب موقعها الاستراتيجي والاهمال الذي طالها. والجدير بالذكر، أن الرحلتين مرتا في جو سادته روح المسؤولية والانضباط، حيث عبر الأساتذة المتدربون عن سعادتهم واستعدادهم للعمل من أجل المساهمة في التعريف بالمواقع الأثرية التي تزخر بها المنطقة، وعبروا عن شكرهم وامتنانهم للسيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة الشرق السيد عبد الله بوغوطة والمدير المساعد بالفرع الإقليمي للناظور السيد حسن النجاري، والسيد الأستاذ المكون عبد الله أزواغ عن دوره الفعال في إنجاح هذه الرحلة الدراسية.