أسلمت ليلة الثلاثاء 20 أبريل الجاري الطفلة "يسرى القاضي" ذات الثلاثة عشر (13) ربيعا روحها لبارئها مباشرة بعد وصولها إلى قاعة المستعجلات بالمستشفى الحسني بالناظورنتيجة إستنشاقها لغاز البوطان أثناء استحمامها بحمام منزل أسرتها الكائن بحي السعادة "دشر بوتفاح" بمدينة سلوان المتواجدة على بعد حوالي 12 كلمتر من مدينة الناظور وجاء هذا الحادث الأليم الذي أصاب أسرة التلميذة يسرى بعد عودة هذه الأخيرة مساء يوم الثلاثاء من يوم طويل من الدراسة والمشاركة في الأنشطة التحسيسية بمدرسة صوناصيد، حيث كانت تتابع دراستها بالقسم السادس بهذه المدرسة ، وبفعل حركيتها وإقبالها على الأنشطة التي تنظم بمؤسستها التربوية شاركت خلال هذا اليوم في نشاط خاص بحماية البيئة بمناسبة الذكرى الأربعين لليوم العالمي للأرض، فبعد عودتها مرهقة إلى منزل أسرتها المتواضع بحي بوتفاح بسلوان، إصطحبت معها إلى الحمام قنينة غاز البوطان قصد تدفئة الماء من أجل الإستحمام لإزالة الإرهاق الناتج عن يوم كامل من الدراسة والمشاركة في الأنشطة المدرسية، غير أن مشيئة الله كانت أكبر من ذلك حيث لم يستطع الجسم الصغير للتلميذة يسرى تحمل الغاز المتسرب من قنينة الغاز التي وضعتها بجانبها داخل الحمام المنزلي الصغير، إذ سقطتت أرضا مغشيا عليها. وبعد طول فترة دخول يسرى للحمام التي تجاوزت الخمسة والأربعين دقيقة، إضطرت والدتها إلى طرق باب الحمام بكل قوة من أجل معرفة سر إستغراق فلذة كبدها لكل هذه الفترة من أجل الإستحمام، غير أن الشك ساورها بعد انعدام أي رد من إبنتها ، وأمام صعوبة فتح هذا الباب من الخارج إستعانت بجيرانها الذين ساعدوها على كسر باب الحمام حيث وجدت الأم الطفلة يسرئ مطروحة أرضا عارية كما خرجت من رحمها أول مرة. وبعد تغطيتها والإتصال بوالدها السيد عبد الرحمان الذي يشتغل كعون بسيط بإحدى الشركات بسلوان والذي حضر للتو، تم نقل يسرى على متن سيارة هوندا لنقل البضائع إلى المستشفى الإقليمي لتتلقى العلاجات الضرورية، غير أنها لم تستطع مقاومة ألآثار الوخيمة الناتجة عن استنشاقها لغاز البوطان، إذ فارقت الحياة مباشرة بعد وصولها قاعة المستعجلات بالمستشفى وبعد التشريح الطبي لجثة المرحومة يسرى يوم أمس الأربعاء للتأكد من السبب الحقيقي وراء وفاتها، تم زوال اليوم الخميس 22 أبريل الجاري تشييع جنازتها في جو رهيب مليء بالحزن والحسرة بمقبرة سيدي علي بمدينة سلوان بحضور مجموعة من أباء وأولياء التلاميذ بمدرسة صوناصيد وبعض الأساتذة بذات المدرسة ومجموعة من زملاءها الذين رافقوها إلى مثواها الأخير كما كانوا يرافقونها في أيامها الدراسية وكانت المرحومة يسرى تسكن مع أسرتها ذات الحالة البسيطة والمتكونة من الأب والأم وثلاث أخوات وأخوين، في منزل متواضع تعود ملكيته إلى أحد أفراد عائلة هذه الأسرة وقد شهدت مدرسة صوناصيد التي تابعت فيها يسرى دراستها إلى غاية يوم رحيلها حالة من الحزن والحسرة على فقدان هذه المدرسة لإحدى التلميذات النجيبات، إذ حسب بعض أطر وتلامذة هذه المؤسسة التربوية فإن المرحومة يسرى كانت دائما من الأوائل في نتائجها الدراسية وكانت مواظبة في دراستها . "إنا لله وإنا إليه راجعون