إستغرب المقرئ ابو زيد القيادي في حركة التوحيد و الاصلاح خلال محاضرة تحت عنوان "محمد بن عبد الكريم الخطابي رجل الجهاد والتربية" بالعاصمة الرباط من "ضعف الإنتاجات العلمية والثقافية الخاصة بالمجاهد محمد عبد الكريم الخطابي التي تبرز سيرته ومساره في المقاومة والتربية والتعليم، مشيرا إلى نموذج ليبيا التي أفردت ميزانية كبيرة للتعريف بالمجاهد عمر المختار، رغم ضعف إنتاجاتها الثقافية والعلمية". وقال ابو زيد ان الخطابي صاغ وثيقة متكاملة للبرنامج التربوي والتعليمي، في وقت وجيز يقدر بخمس سنوات، وكان يحرص على زيارة المدارس والاجتماع بتلامذتها، ويسهر على تطبيق هذا البرنامج التعليمي بنفسه، مشيرا انه من ابرز ملامحها "دعوته إلى ضرورة الصلاة وإلزام المقاومين بها، والتربية الدينية كأساس وضرورة الاستقامة وإلزام المقاومين به أيضا". واشار إلى معاناة عبد الكريم الخطابي مع محيطه الخاص في صنفين، من جهة الذين وصفهم ب"قلة الفهامة" ثم العمالة "الخونة"، حيث اتهمه الأولون بالعمالة والخيانة لأنه لم يهاجم فرنسا، بسبب الهمجية التي كان يتعامل معه الإسبان من خلال حرق وثائقه السرية نموذجأ، في المقابل الاحترام والتقدير الذي كان يتعامل به الفرنسيون مع أعدائهم، وخصوصا حنكة وذكاء المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، حيث اضطر لخرق استراتيجيته بسبب اتهامات بعض مقربيه ومقاومة فرنسا أيضا وأبان عن مهارته وذكائه في ذلك، ثم الخونة الذي كانوا يدلون المستعمر على أمكنة سلاح المقاومة وعلى مخابئ المقاومين. واستشهد أبو زيد بوثيقة عبد الله الصنهاجي الذي هو من أحد أبرز المقاومين، الذي تكلم عن انتصارات المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي على الجبهة الفرنسية التي أدت إلى استقالة الجنرال ليوطي، وتعيين أفضل جنرال لدى فرنسا بيتون الذي استخدم الغازات السامة في الريف، والتي كشف عنها خبراء ألمان الذين كانوا متخصصين في الغازات السامة، وكانوا من أمدوا الفرنسيين بها، حيث وجدت أكبر عدد الغازات السامة في الناظور لوحدها.