عرف ملتقى اتسافت في يومه الثاني، توقيع كتاب sophonisbe للكاتب voltaire والتي ترجمها إلى اللغة الأمازيغية الكاتب و الشاعر سعيد أبرنوص، والذي تحدث بذات المناسبة عن الأسباب التي كانت وراء اختياره لهذا العمل، هذه الأسباب التي لخصها في اقتراح الدكتور حسن بنعقية، وكذا تجربته الإبداعية في الأدب الأمازيغي. قبل أن ينتقل الحضور إلى أعمال الندوة الثانية، التي جاءت تحت عنوان" التراث اللامادي بالريف، وحماية الذاكرة الجماعية من الإندثار "والتي كانت من تأطير الأستاذ محمد ميرة (الباحث في الثقافة الشعبية وصاحب إصدارات في الأمثال الشعبية بالريف) بمداخلته المعنونة " توظيف الأشكال التعبيرية في خدمة التنمية"، والتي استهلها بإطلالة حول ملف الأمازيغية بالمغرب بشكل عام، قبل أن يعرّف مفهوم الثقافة أكاديميا، تمهيدا لتناول موضوع الأشكال التعبيرية بالريف، من قبيل الميثولوجيا في الثقافة الأمازيغية، والأمثال الشعبية، الأحاجي، والشعر الريفي، مع تقديم نماذج وتحليل معانيها وسياق ظهورها، وعن هذه الأشكال التعبيرية قال المحاضر بأنها هي أشكال تعكس مختلف المناحي من حياة الريفيين على مراحل مختلفة من التاريخ. فيما كانت المداخلة الثانية من نصيب الأستاذ الباحث أنديش شاهد (إذير) بمداخلة تحت عنوان " أجناس الأدب الشفهي بالريف"، وقد تحدث فيها حول مفهوم الأدب بشقيه، ثم تناول بتفصيل الأجناس الأدبية الشفوية بالريف كالحكاية، الألغاز، والشعر الأمازيغي بالريف، موردا أن الشفهية تجعل من الأدب منتشرا، لأنه يعتمد على المشافهة والذاكرة، وفي نفس الآن والسبب يجعل الكثير من الكنوز الأدبية تضيع في باعتبار أن حبل الذاكرة قصير، فيما دعا المحاضر إلى ضرورة تدوين أجناس الأدب كتابيا، وكذا عبر الوسائل السمعية والبصرية وتوظيفها في المقررات الدراسية تمهيدا لتلقينها للأجيال المقبلة، من أجل حفظ الذاكرة الجماعية من الاندثار ، واستثمارها في الأشكال الكتابية الجديدة التي تعرفها الساحة الثقافية الأمازيغية. أما الحضور فكان في الموعد، سواء من ناحية الكم، أو النوع، وكذا التجاوب والتفاعل. وقد فاق عدد الحاضرين كل التوقعات، ولم تتمكن قاعة العروض من استيعاب كل الحاضرين مما حذا بالمتدخلين إلى المطالبة بتوفير قاعة تليق بهذا الشباب التواق إلى نفض الغبار عن حقيقة هويته وثقافته، والاغتراف من منهل الأجداد. بينما اختلف المتدخلين كل حسب قرائته وزاوية نظره حيث تساءل البعض عن عدم دور الإركام في خدمة الأدب الأمازيغي، وهل مسألة اعتماد حرف " تيفيناغ" كانت اختيارا موفقا، فيما أجمع الكل على أهمية الإسراع في التدوين لأن وفاة أي شخص يحمل رصيدا مهما من ثقافتنا الأمازيغية هو بمثابة ضياع مجلد يصعب تعويضه، بينما دعا متدخل آخر إلى عدم الاكتفاء بالتدوين، مبرزا أن تطوير أجناسنا الأدبية رهين بالإنفتاح على الأدب العالمي والنهل من مختلف التجارب العالمية المرموقة. عن لجنة الاعلام بجمعية ثازيري للتنمية والثقافة بوعلمة