على عكس المجالس الجماعية التي تعززت بتمثيلية نسائية وإن كان بفعل وقوة القانون الذي فرض عليها التوفر على نسبة معينة "الكوطا"، فإن المجالس الإقليمية بالدريوش والناظور لم تسلك هذا الإتجاه وطغت عليها النزعة الذكورية بامتياز في إهمال وإقصاء وتهميش لمكانة المرأة في العمل السياسي واتخاذ القرار بالإقليمين. وأمام هذا الواقع المعاش سواء اليوم أو حتى أمس في الولايات السابقة يتساءل المرء إن كان قد حان الوقت للأحزاب بإقليمي الدريوش والناظور إلى تدارك الموقف والتعويض عن هذا التقليل من دور المرأة سياسيا وذلك بمنحها الفرصة للصعود نحو البرلمان خلال الإنتخابات التشريعية القادمة، فالإقليمين معاً يزخران بطاقات نسائية مُهمَّة لَهنَّ من التجربة الميدانية على مستوى التسيير والتدبير على المستويين السياسي والجمعوي ما يكفي، ومن الحنكة ما يشفع لهن بدخول غمار التنافس ضمن لائحة النساء. فمثلا بإقليم الناظور هناك الخبيرة على مستوى السياسة والعمل الجمعوي الدكتورة ليلى أحكيم والتي لها إشعاع وحضور، وهي كاتبة محلية لحزب الحركة الشعبية بالناظور وتمكنت خلال الانتخابات الأخيرة من الظفر بالعضوية داخل مجلس مدينة الناظور وكذا مجلس الجهة الشرقية، وبإقليم الدريوش هناك عدة نماذج، فمثلا الفاعلة الجمعوية جميلة قيشوحي والمعروفة بعملها المثابر والدؤوب وكذا الإشعاع والتميز الكبير الذي حققته في مجال العمل الجمعوي والذي بوأها ثقة جديدة في ولاية ثالثة على مستوى جمعية دار الطالبة، يضاف لذلك العضوة بالمجلس الجماعي للدريوش وفاء أجرطي التي تشغل أيضا منصب كاتبة المجلس وأيضا رئيسة لجنة المرافق العمومية والخدمات، وهي العضوة بالمجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، والنشيطة داخل جمعيات المجتمع المدني بالمدينة، واستطعت أن توازن بين السياسة والعمل الجمعوي فهي لا زالت طالبة جامعية، ولا ننسى العضوة بمجلس الجهة والنائبة الخامسة للرئيس وهي عائشة لمريني الوهابي، عن حزب العهد الديمقراطي وهي عضوة أيضا بالمجلس الجماعي بتمسمان وفاعلة جمعوية متميزة. فهل تحظى هذه الطاقات النسائية النشيطة والفعالة على عديد المجالات وفي عديد الميادين بالفرصة في تبوأ المكانة السياسية الكبيرة في الإنتخابات التشريعية القادمة، أم سنشهد نزعة ذكورية جديدة نحو الهيمنة!!.