غطى الجدل المتواصل منذ الاثنين الماضي، حول تداعيات الهزات الزلزالية بالحسيمة والناظور، على خسائر مباشرة وفادحة، حدثت بإقليم الدريوش، وتجسدت في انهيار بيوت ونفوق مواش، وتشرد أسر منذ أسبوع، دون أن تتدخل السلطات، التي اكتشف السكان أن أعوانها « كذبوا» في تقاريرهم التي أنجزت قبيل حلول الوزير المنتدب في الداخلية، بالجهة الشرقية، الأربعاء الماضي، للوقوف على حقيقة الوضع. وقادت الصدفة طاقم «الصباح»، أول أمس (الأحد)، إلى دواوير بتخوم جبلية على الحدود بين إقليم الدريوش التابع لجهة الشرق، وإقليمالحسيمة المنتمي إلى جهة طنجة-تطوان، حيث وجد سكانا يبيتون في العراء منذ أسبوع، بعد أن انهارت أجزاء من بيوتهم وتشقق البعض الآخر، دون أن تتدخل سلطات الإقليم لتقديم المساعدة لهم. ويوجد المتضررون الذين التقتهم «الصباح»، بدوار تيغزى، في النفوذ الترابي لجماعة أولاد آمغار بقيادة تمسمان، التي تشكل الواجهة البحرية لإقليم الدريوش، ولم يجدوا غير خيم مستعملة، تسلموها إبان زلزال 2004، واحتفظوا بها ليلوذوا إليها مجددا، لأن السلطات، في نظرهم، «لا تريد التدخل» رغم أنهم دقوا أبوابها أكثر من مرة، طيلة الأسبوع الماضي. ويبدو أن تقارير متسرعة وغير دقيقة، أنجزها أعوان السلطة المحلية حول حصيلة الزلزال الأخير، قبيل حلول الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية بالحسيمة والناضور، الأربعاء الماضي، وفيها ينفون وقوع خسائر، هي التي توجد وراء استمرار معاناة المتضررين بدوار تيغزى، منذ الاثنين الماضي. وتبين ذلك، من حالة أسرة محمد الحلوي، المتكونة من خمسة أفراد، انهارت أجزاء من منزلهم وتشقق الباقي، وفقدوا ماشيتهم، ومنذ ذلك الحين وهم يعيشون في «قيطون»، حينما قال ل»الصباح»، إنه لما توجه إلى مركز قيادة السلطة المحلية ببودينار، طالبا المساعدة، أكد له خليفة القائد، أن عون السلطة الذي يتبع له الدوار، لم يبلغ السلطات بما جرى، «ولأن التقرير حول الحصيلة رفع إلى عمالة إقليم الدريوش، فات الأوان ولا يوجد لدى السلطة المحلية ما تقدمه». وليست السلطة المحلية وحدها، التي يتهمها المتضررون بتجاهل استغاثتهم، بل أيضا مجلس الجماعة الترابية لأولاد امغار، إذ كشف محمد الحلوي، الذي يؤويه وأسرته «قيطون» مستعمل يحتفظ به منذ 2004، أن مسؤوليها قالوا له بالحرف: «ماعندنا مانديرو ليك، والقياطن اللي عند الجماعة كلاوهم الفئران». ومقابل تشرد عدد من الأسر بإقليم الدريوش، رصدت «الصباح» ميدانيا، بإقليمي الناضور والحسيمة، استعادة سير الحياة بالمنطقة، وتيرته العادية، باستثناء بعض الحذر المرتبط ب»الفوبيا» والقلق النفسي المترسخ لدى سكان المنطقة، منذ صدمة زلزال 2004، ويتمظهر في إصرار الذكور، سيما الشباب، على نصب بعض الخيم، التي تحتفظ بها الأسر منذ 2004، في بعض الأوعية العقارية الفارغة بإمزورن وبني بوعياش، والمبيت داخل السيارات، مقابل ترك أبواب المنازل مفتوحة طيلة الليل، تحسبا لأي طارئ، وحتى لا يتكرر مشهد 2004، حينما حاول السكان الخروج من منازلهم لكنهم لم ينجحوا في فتح الأبواب، بعد أن تحركت المباني بفعل الزلزال. وفي الوقت الذي يؤكد السكان، سيما في إمزورن وبني بوعياش، أنهم سيظلون حذرين ويقظين، لثلاثة أسابيع أخرى، غادر أغلب المصابين ال15 برضوض في حوادث مرتبطة بالهزة الأرضية للاثنين ما قبل الماضي (24 يناير) بالحسيمة ونواحيها، المستشفى، باستثناء رضيع دهسته أمه بأطرافها لما أيقظتها الهزة، فتعرض لكسور لا يستطيع الأطباء علاجها، وطفل من جماعة تفروين، اصطدم بكوم من خشب البناء، فأصابت مسامير عينيه، ما استدعى نقله إلى مستشفى اختصاصي بفاس.