كنت لا أريد أن أكتب كلمة حيال الأمر الذي أثاره الزميل رشيد نيني في عموده"شوف تشوف" بجريدته الذي طالما تتبعناه منذ أن كان يكتبه في الصباح وجرائد أخرى، حيث عنونه بميلودة يا ميلودة، ونحن بصفتنا رأينا هذا العمود الخالي من الموضوعية والمليئ بالبغض الإيديويلوجي والتهجم وغيرها من الصفات التي يجب ألا تتوفر خصوصا في شخص مثله. ولكني حينما رأيت العمود وقرأت محتواه لم أستغرب الموضوع لأننا تعودنا الآن على قراءة النذالة بجريدته بعدما كنا من أوائل من ساهموا في إنجاحها، فجريدته تباع اليوم كما سابقا في المناطق البعيدة عن المركز أي العاصمة، كالريف مثلا ثم سوس وغيرها من المناطق التي تجني منها الجريدة أموالا طائلة، في حين كل أو جل هذه المناطق التي تشجع جريدته يعود صاحبنا نيني ويتهجم عليهم وعلى تاريخهم كما فعل مع الريف، وهذا أمر طبيعي فهو لا يحترم المدرسة الأمازيغية ولا الأمازيغيين الذين كانت لهم الأفضال الكثيرة في تكوينه السياسي والعلمي وحتى دخوله الإعلامي الذي دخله من باب الأمازيغيين، واليوم قلب البردعة كما يقال، وهذا هو الأمر الذي فاجأنا ولن يفاجئنا بعد. ونحن نقول للزميل نيني أن يستعمل قلمه في ماهو أحسن للبلاد ويبتعد عن الدخول في الأمور البعيدة عنه وإن كان يخال نفسه مصلحا فليصلح نفسه وإلا إضطررنا لفضح تاريخه، ونقول له أيضا أن مبادئ جمعية محاربة السيدا أفضل من مبادئه الظلامية بكثير في جريدته المساء. فالدعارة اليوم وكما سابقا تعتبر من أقدم المهن التي إحترفتها النساء على مر العصور وطوال تاريخ الإنسانية، إن كنت تدعي أيها الزميل أن لديك دليلا على أن ميلودة لم تكن ترتدي الحجاب منذ أزيد من سنة، فنحن لدينا الدليل القاطع على أن ميلودة كانت ترتديه قبل أكثر من ستة أشهر، لكن مشكلة الزميل نيني ليست في الحجاب بل في رغبته ببيع أكبر عدد من نسخ جريدته التي قاطعها معظم الطبقات الشعبية التي يسخسخها على صفحات جريدته، وذلك على حساب إمرأة بريئة، فأمر عادي أن تقوم ميلودة بعملها ونحن نحييها وندعم جرأتها على القيام بعملها، ونحيطك علما أيها الزميل العزيز أن ميلودة قد كونت أطرا تحارب السيدا في جميع مناطق المغرب، أما أفكارك الظلامية ماذا أنتجت لنا؟ سوى الركب على الموضوع وإفتعال الفتن بين الغرب والشرق في محاولتك الدنيئة باللعب على الوتر الحساس الذي هو الدين ومشكلة الحجاب بفرنسا، ففرنسا دولة قادة بشغالاتها، كيف أنتم تحاربون المسيحية بالمغرب وتريدون أن لايمس الإسلام في بلاد المسيحية هذه مفارقة غريبة لديك أيها الزميل، أما من حيث المثليين الذين أوردتهم أليسوا أناسا أم أنك لوحدك تعيش على هذه الأرض، جمعية محاربة السيدا هي أول جمعية إقتربت من الفئات الهشة ودعمتها وحاولت على الأقل حمايتها من الأمراض، أما أنت وبما فيها جريدتك فإنها فقط قدمت تحقيقات إن كنت تذكرها في شوارع البيضاء وصورتموهن يحزمن سراويلهن بعد ممارسة جنسية في العراء، وقد حقق ذلك العدد أرقاما خيالية من المبيعات، هذا ما تريدونه من هؤلاء النساء، أما مبادئ ميلودة والجمعية فهي: إن لم تكوني قادرة على الإمتناع عن ممارسة هذه المهنة وطبعا نظرا للظروف الإجتماعية التي تعيشينها، فلا تمرضي ولا تعدي أحدا، وربما تجدك يا زميلي في يوم ما قد إرتدت هذه الشوارع ولم لا إلا إن كنت من الملائكة كما تدعي دائما وتكتب عن الفساد هذا مستحيل طبعا